بقلم .. سليمان البلادي

حتى يرتفع وعيك الاجتماعي؛يمكنك أن يكون لديك حضوراً اجتماعياً،وأن تتخلص من كل مصادر التشويش،خاصةً تلك الموجودة داخل عقلك.
حيث تعد مصادر التشويش الداخلي بمثابة الركام الموجود في خزانة ملابسك،صحيحٌ أنّ هناك أشياء مفيدة فيه،لكنه مزدحم،ويُصعّب عليك الوصول لما تريده فيه.والحل،أن ترتب الركام هناك.
فهناك بعض السلبيات التي ينبغي التخلص منها.
أولها،أننا جميعاً لدينا محادثات وثرثرة تدور في رؤوسنا،فنتحدث إلى أنفسنا على الدوام.ننشغل في تلك الأحاديث الداخلية لدرجة أننا لا نكترث بما يدور في العالم من حولنا؛مما يعد عائقاً في طريق الوعي الاجتماعي.
أما ثاني تلك السلبيات،فهي تلك العملية التي نُعد فيها ردنا،بينما الشخص المتحدث إلينا لم ينته من كلامه بعد.
فالإنصات لذاتك وللشخص الآخر في نفس الوقت أمرٌ شاق وعسير.
ولترتيب ذلك الركام وتنقية تلك الثرثرة،ينبغي اتباع بعض الخطوات البسيطة.
فإذا كنت طرفاً في محادثة،فلا تقاطع الطرف الآخر ما لم ينته من كلامه.
وبعد ذلك،لكي تخمد ذلك الصوت الذي يخطط لردك في الداخل،من المهم أن تقبض على نفسك متلبساً بتلك الفعلة،وعندما تفعل ذلك،قمْ بإيقاف ذاتك ونظِّف الركام.
والآن،ركِّز تفكيرك من جديد على وجه وكلمات الطرف الآخر الذي يتحدث إليك.
وإذا لزم الأمر،فمِلّْ للأمام ناحية المتحدث؛ليعبر جسمك عن تركيزك في كلامه.
إن هذا الوعي يثبت ارتفاع مستواك؛لأنك في السابق لم تكن لتلاحظ وجود هذا النمط من تأثير تلك الثرثرة التي تدور في عقلك.
وذكِّر نفسك أنك موجود في المحادثة لتصغي،ولتفهم ما يقال،وتتعليم شيئاً ما،لا لتثير إعجاب الطرف الآخر بملاحظاتك الثاقبة.
وإذا اعتدت أن تعي تلك الثرثرة وترتبها بشكل جيد؛فسوف يتحسن مستوى وعيك الاجتماعي في تهدئة الأفكار المسّتعِرة داخلياً،وترتفع مهاراتك في التحدث عبر إتقانك مهارة الإصغاء.

سليمان البلادي. مستشار الوعي الإنساني
@solimanalbiladi