بقلم... مي الدوسري

سؤال قد يقوله من يمر بمصيبة أو أزمة في حياته و تتكالب عليه الهموم والمصائب من كل مكان ، فيشعر أنه لا مفر و أن الأبواب أُغلقت من كل جانب ! وأن كل جملة تفاؤل قيلت له كانت بمثابةِ مخدر ، و كل عبارة تشحن همة النجاح قرأها في كتابٍ ما ، ما كانت إلا تمثيلية وضعها الكاتب لجذب القراء ، كل الدنيا مغلقة بوجهه قد حاول كثيرًا النجاة وتسلق سلم النجاح وتجاوز العقبات ولكن كل مرة يسقط حتى رفع راية الاستسلام و قرر أن الدنيا كبدٍ دائم وأن الشقاء محكوم عليه لا محالة ، قد أغلق أُذنيه عن كل الحلول ، و اختار أن يكون الشخص المنحوس ، وأصبح يبث سموم التشاؤم في كل مكان وزمان ، وفي يومٍ ما وبينما هو في أحد المجالس يشتم في حال الدُنيا ، إذ يدخل ضيف و ما أن رأى هيأته حتى أكمل حديثه قائلًا ألم أقل لكم أن الدنيا بجميع ما فيها سيئة ؟! ألا ترون هذا الشخص قد فقد بصره ؟! وقدميه ؟! ما الذنب الي جعله يعيش بهذه الحالة ؟! فأقبل هذا الضيف بكرسيه المتحرك مع مرافقه وألقى عليه السلام ووضع يده بيديه يهزها مبتسمًا كيف الحال ؟ 

و رد باقتضاب وتعجب في آن واحد : بخير ! 

فقال له : ليه زعلان من الدنيا ؟ 

فأخبره أنه قد خسر تجارته ، وأن المصاريف تكابلت عليه من كل جانب ، وشكى له هم مشاكل الزوجة والأبناء و لم ينسَ مديره بالعمل ولا عُطل السيارة في كل مرة . 

فسأله : و لم جعلت حالتي ؟ مثال على ما ذكرت ؟! 

قال متعجبًا : وهل هناك أسوأ من حالك ؟! ثم أن حالتك خير مثال على سوء الدنيا والشقاء الدائم . 

فرد عليه : لكني أملك لسان ينطق وعقلٌ مفكر ، وحالتي التي أنا عليها قد آلمتني بداية حياتي حينما أصبت بحادث غير مسار حياتي تمامًا ، فقد طُردت من عملي الذي كان براتب محدود و زوجتي طلبت الطلاق ، وتخلى عني الأصحاب ، واستمريت بالسقوط في منحدر الهموم والآلام حتى جاء ذلك اليوم ، الذي سألت فيه نفسي أليس لله حكمة في كل شي ؟! هل يُعقل أن أكمل مسيرة حياتي بالشكوى ؟! و قررت أن أكون سعيد ، نعم هذا قرار ، ألهمني الله أن أحمده وأشكره من عمق قلبي ليس بانكسار وإنما بسعادة و أصبحت مستمرًا على الشكر والثناء لله و وتعداد النعم من حولي ، ولا أنسى الصدقة دائمًا ، حتى كافأني الله على شكري لنعمه و ألهمني أن أتعلم على البرمجة فأبدعت بها وحصلت على براءة اختراع عدة برامج ،

ثم فتحت لي تجارة من أوسع الأبواب و وفقت في ذلك ، وسخر لي مجموعة من الأصحاب الذي افتخر بصحبتهم ووفائهم ، وساق الله لي الزوجة الصالحة التي أحبت روحي قبل مالي ومكانتي ، وأيقنت أن كل ما أصابني سابقًا حمل لي رسالة قدرية كان يجب علي فهمها واتخاذ قرار ، و لو أنني لم أدركها لما وصلت للنجاح والثراء الذي أملكه الآن ، يا عزيزي أفهم الرسالة وقرر أن تكون سعيدًا .