ويؤكد أن خطاب التطرف الحوثي يدمر المجتمع اليمني

رباب الدرسي

دعا مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (hritc) إلى ضرورة وقف تكريس منهج محاربة المعتقدات وقمع الحريات، مشيرا إلى أن اليمن أصبح يعيش حالة متنامية من قمع ممنهج للحقوق والحريات وتكريس مبدأ عدم القبول بالآخر وإنهاء حالة التعدد الذي عُرف به اليمن والذي يعد أساس العيش في المجتمع.
وذكر بيان للمركز وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة أن ماقامت به ميليشيا الحوثي هذا الأسبوع من تهجير قسري لمجموعة البهائيين اليمنيين من صنعاء يعد انتهاكا صارخا لكل مباديء حقوق الإنسان في اقتلاع مواطنين يمنيين من وطنهم وإلغاء أي حق لحرية الإعتقاد وأن ذلك لا يقل عن عقوبة الإعدام التي سبق أن أصدرتها بحقهم.
وقال المركز في بيانه الصادر اليوم أن التهجير القسري الذي تم للبهائيين يأتي كتعزيز لمنهج كرسته جماعة الحوثي في رفضها أي تعدد مجتمعي منذ بدايتها السيطرة ليس على صنعاء في سبتمبر 2014 وحسب ولكن إلى ما قبل ذلك عند نجاحها في السيطرة على محافظة صعدة وبعدها محافظة عمران، وتم حينها اقتلاع اليهود اليمنيين من مسقط رأسهم ووطنهم الأصلي وإعلان الجماعة الحوثية بشكل واضح تكفير كل الديانات الأخرى وعدم القبول في بقاء اليهود اليمنيين الذين ولدوا وعاشوا على أرضهم اليمنية منذ الأزل وعمدت الجماعة على إرهاب الأقليات والدفع بهم بالقوة لمغادرة اليمن بإكراه معلن وعنف ممنهج.
وأكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان أن ما قامت به جماعة الحوثي ليس فقط ضد الأديان الأخرى بل شمل أيضا تطهيرا ممنهجا ضد أبناء اليمن من المذاهب الإسلامية الأخرى كما تم مع التيار السلفي في دماج واقتلاعهم وكذلك في ملاحقة كافة المواطنين اليمنيين الآخرين غير المنتمين للجماعة وطردهم من أماكن مصدر عيشهم ومعيشتهم في صعدة، على أساس سياسي ومناطقي وجهوي حيث تم إخلاء صعدة من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية بطريقة ممنهجة تكرس حالة التشظي المجتمعي.

وقال المركز أن ظاهرة إلغاء الآخر وممارسة العنف ضده تصل إلى درجة التصفيات الجسدية والتهجير والقضاء على التعدد الديني والمذهبي الذي عرف به اليمن ليصبح مع تنامي الجماعات المتطرفة عنوانا لكل الجماعات المهيمنة على مناطق مختلفة من اليمن بحكم السيطرة على الواقع بقوة السلاح والخروج على سلطات مؤسسات الدولة، وأن كل ذلك تم تكريسه بشكل منهجي معلن باليمن منذ أن أعلنت الجماعات الحوثية سيطرتها تحت شعار دعوة مذهبية منغلقة تقوم على إلغاء الآخر وتكريس التعصب لرؤية ضيقة لا تعترف بالتنوع وتعمد إلى تكفير كل من يختلف معها برؤيتها للحكم وهو ما يعني رسميا حكما بالقتل.

وطالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ( hritc ) المجتمع الدولي بإتخاذ موقف جاد تجاه ما قال عنه حالة الكارثة العنصرية التي يعيشها اليمن والتي لا تقل عن كارثة الحرب والدمار، كون مايجري من نشر لخطاب الكراهية والتعصب يدمر نسيج المجتمع ويدمر مستقبل اليمن بأكمله.
وطالب المركز في بيانه قوى المجتمع المدني والأحزاب السياسية في اليمن إلى رفض التطرف والوقوف بحزم ضد خطاب الكراهية الذي يمزق اليمن ويعزز من تنامي الحرب المستعرة.