بقلم.. د/عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

فمن المحرمات والمهلكات التي انتشرت بين الناس ، وحرص أعداء الإسلام والمسلمين على انتشارها لمخالفة مقاصد الشريعة الإسلامية، وإلقاء النفس في التهلكة، قال الله تعالى:( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) (سورة البقرة : ١٩٥) 

وقال تعالى:( ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) (سورة النساء: ٢٩). 

ولاشك بأن متعاطي المخدرات إذا مات بسببها فإنه يُعد قاتلًانفسه بتلك المواد السامة فيها ، وإن كان القتل بطيئًا أو سريعًا فإنه يأثم بذلك.

ويعتبر من المبذرين، قال الله تعالى:( إنَّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) (سورة الإسراء: ٢٧). 

 وإنَّ خطر المخدرات على الإنسان يعتبر جريمةً كبرى فى حق دينه ووطنه وأهله ، فكلما زاد الوعي بهذه الأخطار كلما ساهم ذلك في الابتعاد عن الإدمان وحافظ الإنسان على حياته، وسلم من العقاب في الآخرة.

ونتكلم عن 

أخطار المخدرات على المجتمع ،حيث لا تقتصر أضرار المخدرات على المدمن، أو المحيطين به، بل تطول المجتمع ككل، الذي يفقد تماسكه الأخلاقي وتنتشر فيه الجريمة والعنف، ويعيش أفراده في خوف وانعدام الأمن و الأمان والاستقرار، وذلك لعدة أسباب: منها

يؤدي تعاطي المخدرات إلى تفشي جرائم العنف من اغتصاب، سرقة، وقتل؛ مما يشيع الخوف والشعور بانعدام الأمن بين أفراده.

وكذلك 

بسبب تأثير المخدرات على مراكز الذاكرة والانتباه يؤدي إلى ارتكاب الحوادث أثناء القيادة والتسبب في الإصابات الجسدية، وأحيانا الوفاة للمدمن أو المارة في الطريق.

ولا ننسى:

تخصيص نفقات كبيرة من مقدرات الدولة لمكافحة المخدرات، وبناء مراكز لعلاج الإدمان يؤدي إلى زيادة التكلفة على الدولة والمجتمع، وبالتالي سوء الحالة الصحية إلى جانب تضرر باقي القطاعات الأخرى التي تقتطع من ميزانيتها النفقات المالية لصرفها على مكافحة الإدمان، إلى جانب الخسارة الكبيرة في عوامل الإنتاج من معدات وآلات في المصانع.

و كذلك تؤدي المخدرات إلى حدوث انهيار أخلاقي في المجتمع ككل؛ بسبب انتشار السلوكيات الإجرامية وغياب الرقابة الداخلية والسلوك الإنساني على التصرفات الفردية.

ومن أضرار المخدرات على المجتمع حدوث انتشار واسع للأمراض المعدية، مثل: الإيدز، فيروس سيء بسبب الممارسة الجنسية ، وتبادل الحقن مع أشخاص يحملون تلك الأمراض.

وكذلك تؤدي المخدرات إلى تدمير تام للقدرات العقلية للشخص المتعاطي؛ مما يخرجه من دائرة العمل، وبالتالي فقدان المجتمع للكوادر العمالية الماهرة التي تلعب دور أساسي في زيادة إنتاجيته.

من أهم أخطار المخدرات على الفرد هو ما ينتج عنها من غياب للعقل، واضطراب الإدراك الحسي، وانخفاض المستوى الذهني والكفاءة العقلية، حيث يؤدي إدمان المخدرات إلى :

 حدوث التهابات في خلايا المخ وتآكلها، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، والهلوسة السمعية والبصرية والعقلية في أحيان كثيرة.

   وكذلك حدوث اضطرابات شديدة في القلب ينتج عنها تعرض المدمن لذبحة صدرية وانفجار في شرايين القلب.

   و يؤدي تعاطي المخدرات أيضًا إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وتليف في الكبد.

    يسبب تعاطي المخدرات حدوث التهاب المعدة المزمن، كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها.

    من أخطار المخدرات كذلك أن يتحول المدمن لشخص عدوانى لديه رغبة شديدة في الحصول على جرعة المخدر، أو المال اللازم لشرائها مهما تكلف الأمر.

    بالإضافة إلى ذلك، فإن المخدرات تحول متعاطيها لشخص انطوائي يحب العزلة، ويفضل تجنب الآخرين.

   من آثار الإدمان النفسية أن يصاب المدمن الاكتئاب، أو ما يعرف بسوداوية الفكر، كما أنه يكون دائم القلق والتوتر والخوف من أبسط الأشياء.

من أخطر آثار المخدرات هو ما تؤدي إليه من تفكك أسري، حيث تكثر الخلافات الأسرية بسبب كثرة المتطلبات المالية للمدمن كي يحصل على كفايته من المواد المخدرة؛ مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للأسرة، وقد رُصد في العديد من الحالات تحول أسر ميسورة الحال إلى أسر فقيرة تطلب العون من الآخرين، بسبب وجود فرد مدمن بداخلها.

بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم مدمن المخدرات بالإقدام على أفعال مشينة، كالاعتداءات الجنسية على أفراد أسرته بسبب غياب عقله.

من الآثار المدمرة أسريًا التي تنتج عن الإدمان أيضًا، هو وقوع الطلاق بين الزوجين بسبب إدمان أحدهما للمخدرات، أو بسبب الخلافات التي تحدث بينهما حال اكتشاف وقوع أحد أبنائهما في فخ الإدمان.

وهناك عيادات متخصصة لمعالجة مدمن المخدرات، ويقوم عليها متخصصون ومتخصصات أفاضل. 

، والحمد لله رب العالمين نفع الله بها وترك الكثير من الناس المخدرات، بعد توفيق الله تعالى ، وأخذ العلاج اللازم.