بقلم... أمل حسن جلال

يحدث كثيرا أن تجري في أعنَّةِ تفاصيلنا أحداث نرى فيها جميل لطف الله وقدره ، وما نلبث أن نحاول التَّمسُّك بها فإذا بريح الحسد تذر كل السعادة وتطحنها فتتطاير عقودها التي نظمناها في مخيلتنا ورسمنا وبنينا عليها الخطط والأمنيات ..

ثم ماذا ؟
يأتي أهل الأرض ليبنوا حاجزا وسورا ظاهره ممتلئ بالأزهار وباطنه جيف الحقد والضغائن
ولأننا بشر عقولنا قاصرة على ما نعي ونفقه لا ندرك خفايا الأقدار ..

ثم ماذا ؟
ثم يمنحك الله بصيص رحمة من أبواب الأمل
تُغلق ثانية وثالثة حتى تكاد أن تصاب باليأس والقنوط..

وفجأة تمطر الخيرات ويُجلد الحساد ..
يأتي القدر حاملا سوطه يقطع فكر كل مدبر ومخطط نهب عناقيد الفرح من بين ثناياك

يرسل الله سحب البشائر محملة بذخائر الصابرين والعافين عن الناس والمستغفرين بالأسحار ..

ويجلس القدر على أرائك الأحلام لتتورد
فيخرس هذا ويزداد حقد هذا فيتمنى كل منهم أن يلتقمك حوت يونس وينحيك ليرثك حيَّا

حينها تنظر في عين هذا الذي يبتسم وقلبه يبصق عليك
وآخر يلاطفك بكلام معسول وقلبه مغلول
ومنهم من يذكرك بصبرك وإحسانك وهو مكبول

هل حدث وقد مررت بذات الشعور ؟!

قد مررت به كثيرا وقلبي مطمئن بأن ما كتبه الله لي وقسمه من خير ورحمة وبركة ورزق سيأتيني رغم كل العقبات والأشواك التي يضعها الآخرون في طريقي .

أرى القدر وهو يرفع سوطه ويجلدهم فأميط كل واحد منهم وأدعو له بالهداية ..

لا تنظروا في أرزاق العباد وأحمدوا الله على ما آتاكم من فضله وأطلبوه ما أردتم حتى لا تمر على سوآتكم سياط القدر ..

فالقناعة كنز والرضا كنز فخبئوا كنوزكم في قلوبكم تنشرح صدروكم ..