بقلم... أمل حسن جلال

كثيرا ما أخطئ فأحمل ممحاة التسامح كنت أمسح بها آلامي وخيبتي وخذلاني حتى تصدعت أوراق أيامي وظهرت الشقوق ولا زلت أمحي ومع كل مسحة تتمزق أشلاء من عمري حاولت أن أرقعها بالصبر فزادت شقوقها لم أجرؤ أن أقلب الصفحة وأنتقل لورقة بيضاء جديدة أرسم فوقها أزهار أحلامي وأقطف ثمار الصبر ربما تشبثا بسراب حب عتيق لا يسمن ولا يغني من لهفة ..

مالحل؟!

بدأ النفور يدب في أوردتي فتيبست أغصان الأماني تجمدت دماء فرحتي وتهشمت خيالاتي التي كنت أرسمها على سماء المستقبل القادم بريشة المحب المشتاق
لم يعد هناك شوق ولا أمنية ولا خيال .

أصبحت أكره الرجال لأن أحدهم خدش أنوثتي وجرح حيائي نبتت لي مخالب وأنياب وكيف نأد تلك المخالب حية بالمواقف التي لا تزال تهبط كالسياط على رؤسنا حاولت أن أرمم وأقطع وأخلع لكن جذور الغدر لا زالت تنبت من جديد

كلما عقدت هدنة مع النسيان واستسلمت لغفوته يوكزني أحدهم بجرح جديد وينبش داخلي لأعود لتلك الصفحة المهترئة كأن عمري توقف هناك وكأن سعادتي أبت أن تكمل الطريق لقلبي ..

لا ليست السعادة من أبت أنا التي أبيت كل الحياة بعد أن صحوت من غفلتي وعرفت الحقيقة لا جدوى فالأيام لن تعود

حتى ذاتي ونواياي الطاهرة لن تعود
بعد أن عاثت تلك العاهرة القذرة فسادا في حياتي لم أكره الرجال فقط بل كل النساء اللواتي يتكشفن ويُظهرن مفاتنهن للرجال فيغويهن شيطان رجيم رجم الفرح رجم العمر رجم الثقة رجم الحب الكبير

أتساءل أما من رجل يصد النساء الفاتنات حتى لو كنت أنا واحدة منهن ربما نفتن بلا قصد
أو حتى بقصد
يبقى الرجال رجالا لا تهزهم خلاخل النساء
يبقون أقوياء يغضون البصر ويكتفون وإن زادوا تسلحوا بالحلال وعددوا
يظلون عادلين حتى مشاعرهم وإن طغى شيئا منه يميطونه كي لا يجرحون النساء

فأين الرجال وأين النساء العفيفات الطاهرات بين كم ليس بيسير من الذكور وأشباه العاريات؟!

فالرجولة قوة وصمود أمام أعظم الفتن والأنوثة خجل وحياء أمام أقوى الشجعان ..

أليس منكم رجل نظيف؟!

وهبني الله وإياكم قوة في الحق وعفة وغض بصر وجنة بها غلمان ونهر ..