بقلم.. أحمد بن عبدالرحمن الجبير

صناعة أمن الأوطان، وتعزيز اقتصاده، والحفاظ عليه من كل التحديات الداخلية، والخارجية أمر يستحق الاهتمام، والنقاش من الخبراء، والمحللين والمثقفين، فالدولة السعودية -أعزها الله- مستمرة رغم الأعاصير السياسية، والتقلبات الاقتصادية المختلفة دوليا وإقليميا، ومع ذلك كله ظلت المملكة عبر قياداتها الحكيمة، والرشيدة مركزا محوريا في صناعة القرار الدولي.

والاحتفال باليوم الوطني لا يعني الفرحة، والبهجة فقط، وإنما يعني قدرتنا، وصلابتنا في مواجهة المخاطر، والخروج منها أقوياء، فوحدة الوطن، وافتخارنا بالتنوع الإيجابي فيه، وبحجم التنمية الاقتصادية، والمجتمعية الكبيرة، وخدمة المواطن هو مفخرة لكل مواطن سعودي، حيث حققت المملكة قفزات كبيرة في نمو اقتصاد قوي، ومتنوع ساهم في بناء الوطن، ومهنية المواطن.

ففي اليوم الأول من الميزان 1351هـ الموافق سبتمبر 1932م تمكّن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه– من جمع الكلمة، ووحدة الصف، وقاد مسيرة التوحيد في ملحمة تاريخية كبرى أرسى فيها –رحمه الله- دعائم الحق، والعدل والأمن والاستقرار، وبناء كيان سعودي شامخ وكبير نتج عنه مولد المملكة العربية السعودية.

واليوم الوطني يعتبر يوم اعتزاز، وافتخار لكل مواطن سعودي، ويومًا عظيمًا للوطن والمواطن ويتباهى فيه أبناء المملكة بكل فخر، ويحق لنا كسعوديين أن نفرح، ونحتفل بيومنا الوطني كل عام، وأن نرفع أصدق التهاني، وأجمل التبريكات، ورايات التقدير، والاحترام لقائدنا، ورائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أعزهم الله-.

كما أن اليوم الوطني هو مسيرة تاريخية من البناء، والإنجاز العظيم، وقد ترسخت، وتراكمت فيه كل أنواع التنمية، حيث شهدت المملكة متغيرات، وتنوعات اقتصادية عدة، وخاصة في تنوع مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط في ظل التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م والتي صنعها، ويقودها بكل اقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيده الله-.

ووضعت المملكة في مكان متقدم، ومتميز محليا وعربيا، وإسلاميا ودوليا، وعززت من قوتها الاقتصادية والسياسية، ومكانتها العربية والإسلامية، والعالمية بين الأمم بالإضافة إلى حضورها الفاعل في مجموعة العشرين، ومنظمة التجارة العالمية، والمحافل الدولية الأخرى، وشهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- العديد من المنجزات.

وتم في عهده الميمون -حفظه الله- محاربة الفساد، وصدور الأوامر الملكية الكريمة، والتي تتضمن حلولاً تنموية فاعلة، ومزيدًا من تطور في التعليم، والصحة والإسكان والنقل، وتوالت العطاءات والمنجزات الخيّرة كل عام، وصار المواطن السعودي يفتخر، ويعتز بوطنه السعودية، ومملكته وقيادته، ويعيش في رغد من العيش، وأصبح ماكان حلمًا بالأمس واقعًا ملموسًا اليوم.

ولعل مواجهة المملكة لتداعيات فيروس كورونا، والتصدي له تؤكد قوة المملكة في مكافحته، ودعم حقوق الإنسان، وحمايتها للمواطن، والمقيم صحيا واقتصاديا، وكلنا فخر واعتزاز، وثقة في يومنا الوطني بقوة التلاحم، والترابط بحكومتنا الرشيدة، وقائد مسيرتنا ملك الحزم، والعزم الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ودام عزك يا وطن.