بقلم... انتصار عسيري

كان وما زال الفن هو من يصف الحياة حتى في أقبح صورها.. ويصف ما يضيق على الآخرين وصفة، ويكسر كل تحيزاتنا الثقافية والاجتماعية والدينية، 

وقليلون جداً من قالوا لنا أنه لابد للفنان أن يملك فكرًا مستقلًا يدرك به ضعف معاصريه ولايتأثر بهم.. 

وقليلون جدًا من يحملون سحرًا فريدًا يسحر به جيل كامل بالروعة والمزاج الرهيف والجمال والأسلوب.. 

وقليلون جدًا من قالوا أن الفن ليس محاباة لأحد وتربيت على كتف الآخرين لاسترضائهم، 

وقليلون جدًا من قالوا إن الفن يتغذى على الحرمان والألم.. 

وقليلون جدًا من قالوا أن فاقد الحب وحده جدير بأن يغنيه الفن العظيم.. 

وقليلون جدًا من قالوا لنا أن هناك طريقة للتخلص من تراكم المشاعر والأحاسيس والمعاناة وهو أن تلقي بها على كاهل اللغة أو الصورة أو النغم أو الحركة وأي شكل من أشكال الفنون، لنصل إلى التوازن العاطفي والنفسي والروحي والجسدي… سواءً بوعي منا أو بدون وعي. 

وقليلون جدًا من قالوا لنا أن الفن هو الوسيلة الوحيدة للتصالح مع العالم واحتوائه.. 

وقليلون جدًا من قالوا أن قيمة العمل الفني تزداد بازدياد جمهوره إذ يكسبوه صفات وروئ جديدة بنقاشهم عنه.. 

وقليلون جدًا من يعترفون أن الفنون بحاجة إلى الكلمة التي تصفه وتنقده وتقربه للناس على اختلاف ثقافتهم الفنية أو شحها..