حوار: قماش المنيصير

أصبحت التقنية في القرن الحادي والعشرين جزءا لا يتجزأ من حياة الطلاب باختلاف أعمارهم، فالملاحظ أن استخدام الوسائط الإلكترونية، أصبح في متناول شريحة مقدرة من طلاب التعليم العام،لذلك استضفنا الدكتورة موضي الشمري للحديث أكثر عن التعليم العام والأكاديمي. 

 في بداية حوارنا نود معرفة من موضي الشمري؟؟ وحدثينا عن مسيرتك الأكاديمية وأبرز إنجازاتك العلمية والبحثية

أهلاً وسهلاً بكم وشاكرة لكم هذا الحوار.. معكم الدكتورة موضي مطني مشعان الشمري، أستاذ مشارك بقسم الدراسات الاجتماعية كلية الآداب، حصلت على الماجستير في علم الاجتماع من كلية الآداب بجامعة الملك سعود بدرجة امتياز عام 1421هـ، وعلى الدكتوراة في علم الاجتماع من كلية الآداب بدرجة امتياز عام 1428هـ، وحصلت على الشهادة المهنية في التدريس الجامعي عام 1435، ولديها 6 شهادات أخرى و9 بحوث علمية منشورة وعدد من الكتب، وحضرت وشاركت في أكثر من 60 دورة تدريبية، وقد ركزت في بحثها الذي أصدرته باللغة الإنجليزية وبعنوان «كيف يكون التعليم فعالًا في جامعاتنا» على فكرة نقل الطالب من حالة التلقي إلى حالة المشارك في العملية التعليمية، وسلطت الضوء في هذا اللقاء على دور كل من المقرر وطريقة التدريس في تطوير العملية التعليمية، وكذلك أهمية تأهيل أعضاء هيأة التدريس وتوفير الإمكانات المادية والتقنية، بالإضافة إلى عدة شهادات محلية وعالمية، وأصدرت عدة كتب علمية منها كتاب «علم الإجتماع الاقتصادي»، ونشرت مجموعة أبحاث مثل «أثر الإنترنت على الفتاة السعودية»، منشور في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية عام 2013 الكويت، وأعد في الفترة لإصدار كتب ونشر أبحاث علمية متخصصة.

– ما وجهة نظركم في أهمية تطوير التدريس الجامعي وأهم العناصر الواجب تطويرها؟ الفصل أم المقرر أم طريقة التدريس؟

من وجهة نظري يجب تطوير العملية التعليمية بجميع عناصرها، المقرر والأستاذ والقاعة وطريقة التدريس، ولدي بحث باللغة الإنجليزية بعنوان «كيف يكون التعليم فعالًا في جامعاتنا»، والفكرة التي يقوم عليها هذا البحث بسيطة للغاية تتمثل في نقل الطالب من حالة التلقي إلى حالة المشاركة في العملية التعليمية، لأن الحصول على المعلومة دون المشاركة بها أو بذل جهد في تحصيلها ينتج عنه سرعة نسيانها، ولذا تصبح مخرجات التعلم ضعيفة.

 

– هل تقنيات التعليم في العصر الحديث مواكبة لبيئة الفصل الدراسي للمعلم والطالب الجامعي؟

من ناحية التقنيات نعم مواكبة وعلى مستوى عالٍ لا يقل عن وجودها في أحسن جامعات العالم، عندنا البلاك بورد مثلًا حيث يستطيع الطالب الوصول إلى محاضراته في أي وقت يشاء، ولدى الطالب المكتبة الإلكترونية محمل عليها معظم الكتب والمراجع، وأيضًا الإنترنت ومحركاته يستطيع الوصول إلى أي معلومة علمية يبحث عنها الطالب من خلاله.

– من المواد الدراسية التي نشرت لكم كتاب «مدخل علم الاجتماع الاقتصادي» حدثينا عن هذا المرجع العلمي وكيف قدم خدماته للطالبة الجامعية؟

نعم قدمت للجامعة كتابًا علميًا منهجيًا متخصصًا ولدي كتاب آخر بعنوان «علم الاجتماع الصناعي»، إضافة لما لا يقل عن ٩ بحوث منشورة متعددة المواضيع والأغراض بما يخدم المجتمع، ومن ناحية الفوائد أو الخدمات التي قدمها هذا الكتاب لا شك أن أي عمل علمي بحثى أو تأليف لابد أن يقدم إضافة علمية أو فكرية ويخدم المجتمع بشكل عام أو الشريحة التي يستهدفها على أقل تقدير، وبما أن هذا الكتاب متبنى من قبل جامعة الملك سعود وهذا شرف لي، فلا بد أنه يخدم شريحة كبيرة من طلابنا وطالباتنا، وكذلك أعضاء هيئة التدريس وكل من يهتم بهذا المجال.

– هل يوجد تطوير مستمر لكل من عضو هيأة التدريس والطالب وكيف ذلك؟

من ناحية تطوير عضو هيأة التدريس، نعم موجود من خلال الدورات التي تقدمها الجامعة، ممثلة بعمادة تطوير المهارات، وهي دورات مستمرة ومتقدمة جدا في هذا المجال، أيضًا هناك ورش عمل يستفيد منها الجميع حتى الحضور، أيضًا المؤتمرات العلمية، وأتمنى أن تولى أكثر أهمية خاصة في عملية الحضور الذي أوقف الدعم لعضو هيئة التدريس إلا لمن يقدم ورقة عمل في المؤتمر رغم أني أجد الحضور والمشاركة كليهما مهمين لتطوير عضو هيأة التدريس عالميًا، أيضًا مهمة جدا الدورات الخارجية لعضو هيأة التدريس رغم محدوديتها، وأتمنى أن يوسع مجالها لأهميتها في اكتساب الخبرات وتبادل المعلومات وهو كذلك في المؤتمرات.

– المدينة الجامعية للطالبات بيئة آمنة للطالبة من حيث المجال الأكاديمي.. ما تقييمك لما توفره في مجال التدريب والتأهيل والتطوير؟

نعم جامعة الملك سعود بيئة آمنة للطالب وعضو هأة التدريس، من منطلق هناك حقوق وواجبات تنطلق من معايير الجامعة وأنظمتها، ومن ناحيه القدرات الأكاديمية لا شك أنها على مستوى عالٍ من التدريب والإنتاجية كقدرات مميزة، وإذا حدث ما هو غير مرضٍ فهذا يرجع إلى مدى تطبيق وتفعيل الإجراءات المطلوبة بأمانة وحسب أولوياتها مع أهمية وجود بدائل لحل كل ما قد يحدث بشكل غير متوقع.

 

– هل ترين أن الجامعة وفرت الإمكانات والمستويات المطلوبة حيال تطوير أعضاء وعضوات هيأة التدريس وما الاقتراحات من وجهة نظركم؟

من ناحية أثر الدورات على أعضاء هيأة التدريس لاشك أن أي مؤسسة كانت صغيرة أم كبيرة لابد من وجود هذا النوع من التدريب لتعزيز قدرات وخبرات عضو هيأة التدريس بكل ما هو جديد وحديث ومتقدم، وهذا ما تقدمه جامعة الملك سعود من شهادات مهمة في مجال التعليم والمناهج وبعضها عالمي، وقد حصلتُ على شهادتين في هذا المجال وهما شهادة مهنة التدريس الجامعي والثانية الإبداع في المناهج وحصلت على المركز الأول على مستوى التعليم في المملكة. كما أن على عضو هيأة التدريس أن يجد ويجتهد ويسعى لتعزيز قدراته وتطوير مهاراته بنفسه من خلال حضور الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية والمشاركة بها.

– حدثينا عن دوركم شخصيًا وإسهاماتكم في جانب التطوير المنهجي للطلاب الجامعيين.

أتمنى أن أكون قد وصلت إلى درجة تطبيق ما حصلت عليه من دورات في هذا المجال والتي لم تقل عن ٦٠ دورة وكلها في هذا المجال، وحاولت أن أطبقها جميعها على الطالبات، ووجدت فعلا أنها مجدية وساهمت في تغيير مفهوم الطالبات للتعليم من «متلقيات» إلى «مشاركات» بكل رضا وإنتاجية مع تطبيق جميع التقنيات التي يحملها الطالب في هذا المجال التعليمي حتى الواتس آب، إضافة لما هيأته لنا جامعتنا المميزة من بلاك بورد ومكتبة إلكترونية، وأحيانًا أرفع بعض المراجع على بلاك بورد لمساعدة الطلاب ورفع بحوثهم ومشاركتهم في المسألة التعليمية حتى خارج أوقات الجامعة بواسطة هذه التقنيات.

– ما دور قسم الدراسات الاجتماعية في إيجاد حلول للخريجين كونه يهتم بالدراسات الاجتماعية أم يقتصر القسم على المجال النظري فقط؟

من ناحية الخريجات نحاول حاليًا عمل داتا عن طريق أكسل تحفظ فيه أسماء وإيميلات وتلفونات الطالبات الخريجات أو اللاتي على وشك التخرج، وتكون هذه المعلومات عن الطالبات محفوظة بالقسم في حالة الاحتياج لهن بعد التخرج كمتطوعات أو مشاركات أو لسد حاجة الجامعة عند الحاجة، وهذا ما أتمنى تفعيله لأني مقررة في هذه اللجنة، وهذا يعتمد على مساندة الجامعة لنا في هذا المجال لتفعيله، باعتباره يصب في خدمة المجتمع عامة وفي خدمة الجامعة خاصة.

– ما التطوير المرتقب قريبًا في مجال التدريس الجامعي والبحث العلمي من وجهة نظرك؟

أعتقد أن الاعتماد على التقنية سيزداد ويتركز في المستقبل القريب، وسيصبح التعليم التقني في متناول يد الطالب من خلال المحمول، وسنشهد تطورًا ملحوظًا في محركات الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي، وحتى التعليم عن بعد يمكن تطبيقه من خلال التقنيات الحديثة لأن الطالب أصبح يتعامل مع التقنيات بكل مهارة أكثر من تعامله مع الورقة والقلم.