بقلم... أمل حسن جلال

لكل منا قصة يعيش أحداثها وأخرى هارب منها ربما تكون قصة حب أو قصة خذلان وربما معاناة فقر أو معاناة مرض أو عجز أو خوف من خوض تجربة أو غفران فما أكثر القصص..
لا يهم المحتوى فيها بقدر ما تهمُّ الوجهة التي نهرب إليها وهل نحن في مسارنا الصحيح أم نحيد عن الطريق؟!

فأحداث القصص لا تنتهي والعقد فيها تضيق وتختنق لكن لابد من تلك النهايات التي تباغت توقعاتنا وتغير مجرى حياتنا.
لذا حري بكل منا أن يوجه قصته للنهاية التي يرغب فيها بعد الموت فنحن في الدنيا نكدُّ ونشقى ونسعى لنيل أفضل المراتب والشهادات والوظائف فهل فكرنا في مصيرنا بعد الموت؟ هل اختار كل منا قبرا يكون له خيرا من داره التي بناها فوق القبر؟!
أليم جدا ذلك الشعور أن يسعى أحدهم لحياة الفناء ويترك ويتجاهل حياة البرزخ والخلود يُعمِّرُ في دار الزوال وكأنه مُعمِّر فيها ينهب حق هذا ويشتم ويقتصُّ من ذاك يكذب ويتملق ليرتق فوق فلان ويقاتل ويحارب من أجل منصب يرضي الأهل والخلان يبطش بساعد الغفلة فيسقي قلبه العناء وفكره الشتات يظل لهثا لهفا على الدنيا يتكالب فيها وينبش بمخالب الظلم قلب كل ضعيف أو معدم أو يتيم ..
وكلنا نسير تحت وطأة الهوى لكننا نظلُّ ما بين الفين والآخر نقلِّم تلك المخالب التي تنبتها الشهوات ونضع نصب أعيننا الصراط والميزان والجنة والنار فنزداد وعيا ونتزود للصالحات
لا بأس أن نخطئ ونهرب من ذلك الواقع التعيس لكن نسعى ونجتهد ونشمِّر لجنة تتزين كل يوم لمسبِّحٍ ومستغفرٍ وصائمٍ وقائمٍ بالليل والنهار فينعم بالفرار الجميل (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) الذاريات(٥٠)
ليكن هروبنا وملجأنا وخطانا في الطريق الموصل لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..

جميعنا هاربون لكن إلى أين يا ترى؟!
لنضع خطة محكمة ونجعل عقولنا وأفئدتنا تقودنا إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى حيث النعيم المقيم والسعادة والراحة التي لا عناء ولا مشاق بعدها جعلني الله وإياكن من أهله وخاصته ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين حددوا الوجهة وساروا على الصراط المستقيم ولم يكترثوا أو يتكالبوا على ممر بالٍ زهدوا بالدنيا فربحوا النجاة من الهروب..
ذلك الهروب الذي كان معطف نجاة لنرتدي ذلك المعطف ونشد الإزار (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)الذاريات(٥٥).