حكومتنا الرشيدة قدمت الدعم اللامحدود لأبنائهم المبتعثين

مريم مباركي

فيروس كورونا المستجد

في ظل الإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية لمواجهة تمدد فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الماضية، عاش المبتعثون السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية، مشاعر مختلطة بين فرحة التخرج والخوف من الوضع الغامض الذي تسبب فيه هذا الوباء، وتوجيهات السلطات الأميركية التي ترصد تزايدًا ملحوظًا في نسب الإصابات والوفيات، في تحول متسارع دعا إلى تعليق الدراسة بالجامعات المكتظة بطلاب قادمين من مختلف دول العالم.

برنامج الابتعاث السعودي

 

فيما يعد برنامج الابتعاث السعودي من أضخم البرامج التعليمية على مستوى العالم، ويبلغ عدد المبتعثين، حسب وزارة التعليم، أكثر من 93 ألف طالب وطالبة يتوزعون في مختلف بقاع العالم، وتتركز النسبة الأكبر منهم في أمريكا بواقع 54.9 في المئة، أما البقية فيتواجدون في بعض الدول الأوروبية، وأستراليا والصين واليابان.

العودة إلى أرض الوطن

بعد وصول المبتعثين إلى أرض الوطن تحدث لصحيفة “سعودبوست” الدكتور/ أحمد موسى معيدي المبتعث للدكتوراة في تخصص دراسات الاتصال من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية وماجستير في الصحافة والاتصال الجماهيري من جامعة كانساس وبكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون من جامعة الإمام، مبتعث من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود بصفه عضو هيئة تدريس بالقسم قائلاً :التجربة كانت غريبة ومخيفة بذات الوقت حيثُ كان موعد مناقشتي لرسالة الدكتوراه في منتصف شهر ٣ ميلادي أبريل أي بعد إجازة فصل الربيع مباشرة بناءً على اتفاق اللجنة وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى إنني قمت بالذهاب لشراء بدلة التخرج قبل الإجازة مباشرة، في متجر الجامعة نصحوني بتأجيل شراء روب التخرج حتى بعد الإجازة التي تستمر أسبوعًا لأن لديهم معرض ويقومون فيه بتخفيض مستلزمات التخرج من ملابس ونحوه فقررت الانتظار لكن الانتظار كان طويلاً على غير العادة، فقبل أن تنتهي الإجازة أعلنت الجامعة إغلاق أبوابها بسبب جائحة كورونا، تواصلت مع المشرفة وكانت سيدة لطيفة ولكنها حازمة فطلبت مني الانتظار حتى تتضح لهم الرؤية مع الاستمرار على التعديلات في بحث التخرج، مضى أسبوع وآخر ثم ثالث قبل أن تسألني المشرفة عن إمكانية التأجيل فيما لو استمر إقفال الجامعة فأخبرتها أنه بات أمرًا ملحًا أن أتخرج لأنني أنهيت متطلبات التخرج ولا أعتقد أنني سأحصل على تمديد إضافي.

صعوبات مناقشة الدكتوراة والتخرج


مواصلاً حديثه : بعد مدة تواصلت معي المشرفة وطلبت مني عدم الذهاب إلى القسم للعمل هناك وأن أبقى في البيت لأن حالات الإصابة بفيروس كورونا في ازدياد، كان الجميع متوترًا وكما يقولون لا يوجد نور في نهاية الكهف، عند انقضاء شهر طلبت مني جدولة موعد جديد في نهاية شهر أبريل لكن هذه المرة ستكون المناقشة عن بعد وبالفعل تم تحديد الموعد لكن الإحباط كان يحيط بملامح المرحلة، بقيت في غرفة نومي ذلك اليوم تقريبًا بعد وقت صلاة الجمعة التي أوقفت صليت الظهر ثم جلست على مكتبي، صادفتني في البداية بعض المشكلات التقنية ولكن تم حلها، كانت التجربة جديدة ولكنها كانت لطيفة وأقل ضغطًا من المناقشة المباشرة وكانت اللجنة متفهمة للوضع بسبب الظروف، استمرت المناقشة لساعتين تمحورت حول بحثي مع بعض الأسئلة الشخصية لتلطيف الجو، بعدها طلبت مني اللجنة مغادرة المكان حتى يتم الإتصال بي لأسمع قرار اللجنة، بعد ربع ساعة تقريبًا اتصلت وطلبت مني العودة وكانت ابتسامة الجميع هي البشرى الأولية وبصوت واحد باركت اللجنة أي تخرجي وهم يصفقون وعيوني تذرف الدمع وصوتي يتحشرج وأنا أشكرهم، كان يومًا لا ينسى.

كما أوضح : إن بقية إجراءات التخرج أيضًا واجهتها صعوبة التواصل ولكنها تمت بسلام، والمحزن أننا حرمنا فرصة حفل التخرج التي ألغيت بسبب الوباء ولكنني احتفلت مع أصدقائي وعائلتي الذين عوضوني كثيرًا عن حفل التخرج، متمنيًا من وزارة التعليم إقامة حفل للخريجين في السعودية حتى تتمكن أسر الخريجين من المشاركة والحضور فرحة تخرجهم بعد زوال جائحة كورونا.

القيادة والدعم اللامحدود


في ختام حديثه :قدم الشكر والتقدير وجزيل الامتنان لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين _حفظهم الله،على دعمهم اللامحدود لأبنائهم المبتعثين.

دور الأسرة والأصدقاء الكبير أثناء الابتعاث

كما أقدم الشكر إلى أسرتي وعائلتي التي تحملت مرارة اغترابي وانشغالي الدائم ولكل الأصدقاء الذين وقفوا معي ودعموني، ايضًا الشكر الجزيل لمشرفتي وبقية اللجنة التي أشرفت على بحث تخرجي و كافة الأساتذة وزملائي في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود وجامعة كانساس الذين وقفوا معي خلال الفترة الماضية.

أبطال كوفيد-19


مقدمًا شكره لأبطال الصحة والأمن الذين قدموا الغالي والنفيس بدعم من حكومتنا الرشيدة لقتال هذا الوباء فلهم منا كل الشكر والتقدير والدعوات على جهودهم.

كما قدم الشكر” لبوست” على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن فترة الابتعاث وما وجهه من عقبات أثنائها.

 

نترككم مع لقطات مصورة من رحلة الابتعاث وصولاً إلى أرض الوطن⬇️