بقلم.. د/عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

إنَّ الخطبَ جللٌ والمصاب كبير ولا نملك إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك أبو محمد لمحزنون، سيظل ذكرك الحسن في قلوبنا.
تعجز كلماتي ويحار قلمي عن وصف رجلٍ عظيمٍ مثله، كان -رحمه الله تعالى- نِعمَ الرجل التقي النقي الصالح، كان مبتسمًا صبورًا يحبُّ الجميع، له إنجازات عديدة طوال مسيرته التربوية والتعليمية والعملية في المجال الخيري والإنساني، كان صاحبَ قلبٍ كبيرٍ ليس فيه إلا محبة الخير لكل الناس، ولا يعرف ظن السوء، ولا يحمل في قلبه الحقد والكراهية والحسد على أحد مهما أساء إليه،كان ذكيًا فطنًا، نزيهًا يكره الفساد والغِشَّ.
لذلك أحبه الناس وصلى عليه جموعٌ كثيرةٌ من الناس رغم جائحة كورونا.كان معلمًا حازمًا، وصاحب همة عالية، ومهذبًا ولطيفًا مع كل الناس، ومتواضعًا إلى درجةٍ كبيرةٍ، ومِنْ أبعد الناس عن حبِّ المظاهر والرسميات، وصاحب روحٍ مرحة وبديهة حاضرة، وكريمًا دون تبذير، ومقتصدًا دون تقتير.
فقد كسبَ القلوبَ بطيب الخصال والسجايا والأفعال والأقوال، قدَّمَ الكثير لخدمة هذا الوطن الغالي، في ظل حكومتنا الرشيدة رعاها الله تعالى.
فما أعظم حزننا عليك يا أبا محمد وما أكبر مصابنا بفقدك!
وأحسن عزاء أسرتك الكريمة، وأحسن عزاءنا فيك، وجميع أهالي القصيم.
أصيب بالمرض وتوفي على أثره يرحمه الله. تاركًا أبناءً مخلصين، وبناتٍ مخلصاتٍ، يحرصون – يحفظهم الله تعالى جميعهم- على العمل الخيري والإنساني. متمثلين قوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
نسال الله تعالى له: واسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه مع الأنبياء والشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعله في دار خير من داره، وأهل خير من أهله، ويجعله في الفردوس الأعلى من الجنة..
اللهمَّ جازه بالإحسان إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، واغسله من الذنوب والخطايا بالماء الثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيض من الدنس، ووالدينا ووالديهم وجميع موتى المسلمين والمسلمات.. واجعل ما أصابه من المرض طهورًا ورفعة. وأن يجبر مصيبتنا ويعظم الأجر ويرزق الجميع الصبر والاحتساب، وأن يحسن خاتمة الجميع.