بقلم.. فتنه الخماش

بعد عشر سنوات من العلاجات يتحقق الحمل بإذن الله ….

وياتي وليدا وكانت فرحة أمل وسعود بولادة طفلهما لا حدود لها ….

والآن بعد مضي سبع سنوات سوف يذهب للمدرسة، وبدأت في الليل تجهيز الحقيبة والاستعداد للنوم مبكرا للوليد، وكانت تقص عليه بعض القصص عن المدرسة ويضحكون سويًا فأغلقت الإضاءة وقالت تصبح علي خير٠

 وفي الصباح الباكر استقيظت أم وليد لتعد الفطور وكان أول يوم بالسنة الدراسية في الصف الأول وهي تجهز الفطور تتذكر ولادته والآن سوف يذهب للمدرسة ….

وتبتسم بفرح وذهبت هيا يا وليد سوف تذهب للمدرسة وسوف يأتي الباص الآن فقم على عجل …….

فقام وليد واغتسل وقال أريد الكورن فليكس قالت لقد جهزت لك وجبه علي الطاولة وذهب مسرعا ….

كان الفرح من يحركه وكانت الضحكة تملأ المكان وتطغى عليه …..

لم تعلم أنها آخر ضحكة لوليد!!!

أخذته وقبلته وذهب لركوب الباص وهي تنظر من النافذة وهو يلوح لها …..

أغلقت الباب وبدأت تجمع الصحون و الملاعق 

وهي تقول ماذا سيفعل طفلي الهادي؟!

وعندما ذهب وليد كان الباص يعج بالأطفال النشيطين ……

وبالعكس فقد كان وليد هادئ الطبع وكان ينظر للأطفال ويبتسم لهم، وفجأة تكلم معه طفل بجانبه قال: ما اسمك؟ 

قال: اسمي وليد، وأنت؟ قال: اسمي سمير 

فقال سمير: ما رأيك لو لعبنا مع زملائنا في الباص حتى نصل للمدرسة؟!

قال وليد لا، سوف أنظر من النافذة …

وصل الباص للمدرسة ونزل الأطفال الواحد تلو الآخر وبدأ أول يوم دراسي ….

فكان وليد منبهرًا ويتأمل المعلم والأطفال …

وبدأت الحصص المبسطة في أول يوم دراسي

وعند نهاية اليوم قال المعلم الآن سوف يأتي الباص للذهاب للبيت وكل واحد منكم يحكي يومه لوالديه 

فحمل وليد حقيبته وذهب وهو مرهق والنوم في أجفانه وصعدوا للباص فاخذ مكانه وجلس ينظر وفجاة نام أوصل الباص الطلاب كل واحد لبيته ومنهم وليد ولكن كان على عجل أغلق باب الباص ….

وذهب وليد يركض من أمام الباص وهنا كانت الصدمة فسقط تحت عجلات الباص ولم يلاحظ أحد شيئا!!

ولكن أمل فجأة أصاب قلبها مثل البرق السريع!!

 فقامت مسرعة تنظر من الشباك وهي تنظر للباص رأت 

طفلها مرميا وصاحت بهلع!!!

وفتحت الباب وهبطت بكل جنون وليد وليد ابني وكان جمع غفير من الناس ينظرون فدخلت وأخذته بين أحضانها وهي تندب حظها وتبكي بحرقة وليد استقيظ سوف اذهب بك للملاهي وسوف اشتري لك ماتريد من ألعاب …..

ياقلبي الصغير لم أفرح بك لم أرك عريسا ولم تكمل حياتك يا وليدي ….

كان المارة يبكون لنحيب أمل ووصلت سيارة الإسعاف آخذة وليد من بين يديها…..

 وكان حلمها لم يتحقق وفجأة استقيظت من النوم وهي تقول الحمدلله إنه حلم وذهبت لكي تبحث عن وليد فوجدته يغط بنوم عميق وقالت الحمدلله الحمدلله.