بقلم... عائشة أحمد سويد

كل يوم حكايات ومتع من الجمال البريئ مع طلاب وطالبات الطفولة المبكرة، لا أستطعم سعادة يومي إلا بهم، أتحاور معهم وأفض نزاعاتهم، في يوم مضى دخلت حصة احتياط للبنين من الصف الثالث الإبتدائي فأخذتهم إلى الساحة الخارجية وقسمتهم إلى فريقين وحددنا المرمى لكل فريق وبدأنا نلعب بالكرة وكنت بكل سنيني أجري معهم ممثلة لدور الحكم وأنا ممتلئة بهم وممتنة لهم بصناعة الضحكات في يومي، شعرت وكأنهم ضيوفي الذين وجب علي إكرامهم بكل الكلمات التي تملؤهم ثقة وحبا وسلاما، خمسة وأربعون دقيقة من الجري في كل الاتجاهات الفرعية والأصلية كانت كفيلة بمنحي السعادة طوال اليوم وانتهت حصة الرياضة وهم متذمرون لا يريدون لها أن تنتهي، عالم من البراءة يتخاصمون ويتعاركون وسرعان ما يعودون للتحدث مع بعضهم بكل براءة،
أطفال الطفولة المبكرة عندما تقترب منهم تجد مايملؤك سعادة وما يملؤك استياء فمنهم المسالم الهادئ ومنهم الضعيف الذي يتجرأ عليه الرفاق والقوي الذي يخشاه باقي الرفاق ومنهم الذي لا يبالي بضرباته وركلاته أثناء لعبه من تصيب وعن من تخيب ومنهم من يسترسل في البكاء بصمت إن تعرض لاعتداء من أحد رفاقه، ومنهم من يتعتع ويتأتئ بكلماته ليكون مثارا لسخرية زملائه!!! ومنهم من لا يدرك معنى لوجوده بالمدرسة ممن يعانون من فرط الحركة أو طيف التوحد وغيرها ومنهم من تتحدث إليه وهو لايدرك أصلا ولا بعي ما تقول وجميعهم بنين وبنات بكل ما هم عليه صناعة لأسر وكل طفل وطفلة منهم خاضع لقانون الجبر الإلهي فلا أحد منهم يختار أسرته أو والديه أو طريقة تربيته!!! لذا أرى أن تكون كل الأيام للطفل وليس يوم واحد نتغنى فيه بالطفولة ونعيد ركلهم في اليوم التالي، ماالمانع من تكثيف البرامج للأسرة حول الطفولة، فهي مرحلة لا تتعدى التسع سنوات ولكن تبنى عليها الحياة كاملة ويبنى عليها فيما بعد الوطن، المدارس وحدها لا تبني شخصيات البناء الأساسي للشخصية يكون في المنزل، المدارس قد تبني إذا ما وجد المعلم المربي الذي يحمل هم الأجيال و ينظر لهم بنظرة مستقبلية،
أشفق على الأجيال من مستقبل أريد أن أكون مطمئنة عليهم فيه!!! ولا حيلة لي في ذلك سوى بكلمات ألقيها في لقاءاتي بأمهاتهم أو من خلال مجموعات الواتس أب، لابد من جهود مكثفة لكيفية التعامل مع الطفولة المبكرة وكيفية رعايتها وتربيتها،
لابد من توسيع دائرة التوعية بأهمية هذه المرحلة العمرية وخصائصها لتشمل المدن و القرى والهجر والأسر المتعلمة وغير المتعلمة، ما يخص التوعية بالطفولة المبكرة لابد وأن يكون بلا استثناءات لأنك قد ترى وتسمع ما يشيب له الرأس و يقض مضجعك لتطرح أسئلة ترمي بك في كل الاتجاهات، كيف نحميهم ونرعاهم ونربيهم وكيف نصنع منهم شخصيات وليس شخوص ..