بقلم.. محمد الهديب

في بدايات القرن العشرين تشكل نوع من أنواع الهدم الداخلي لأي كيان وهو تمكين الفاشلين وإيصالهم لأماكن لا يتسحقونها ويعطلون عجلة التقدم لقصور فهمهم في تحقيق الأهداف السامية وحصر الكيان في تلبية احتياجاتهم وسحب كل من يعمل تحت إمرتهم للقاع.. لأنهم يمثلون مركزا يسيرون به نحو الفشل بحرق الموارد والزمن والأعصاب دون نتيجة.

ومن مسوغات الفشل وضع أفراد من خارج المنشأة كمدراء وتجاهل العاملين الذين أفنوا حياتهم فيها وعلموا كل خباياها فالشخص الجديد سيأتي ويستقي خطوط سير العمل ممن هم على رأس العمل منذ سنوات مما يعطل الوقت في الشرح والتدريب والإيضاح والنتيجة تكون المخرجات متأخرة وبعضها يتأثر بشخصية المدير الجديد ونزعاته النفسية التي لا يوجد لها أي مقاييس في الاختيار وإنما بنيت على الشهادات بعيدًا عن الموهبة والابتكار .

ومن المسوغات أيضا.. وضع القوانين المصمتة التي لا تخضع للمرونة والإبداع ويصبح الإنسان يسير كالآلة التي صنعت لتحاكي نمط واحد دون أي تغيير ..

كذلك وضع المراقببن الأقل كفاءة ليكونوا آداة في إقصاء المبدعين وعدم مجارات عقولهم وأفكارهم مما يستدعي تهميشهم وجعلهم مع مرور الوقت يعملون في إطار الفشل والانحصار في عقلية المراقب وإمكانياته المهنية ليصبح كل من يتحدث ويكتب ويعمل يكون مجاريا لفكره ويتطبع بأطباعه ..

لذلك عندما تكون صاحب منشأة يجب أن تحرص في اختيار المدراء ومن يعملون تحت أمرتهم أن يتمتعوا بسمات الإبداع والفكر النير الذي يتواكب مع جميع المتغيرات ويعون ما يدور في الفلك فالمدير الناجح من يقوم بتوزيع المهام وأن يستشعر البارعين لديه ويقوم بتحفيزهم ويصنع منهم أشخاصا يفوقونه مهارة ويجهزهم للمناصب القيادية داخل المنشأة بتكثيف الدورات التي تناسبهم من حيث المكانة والعقلية وحاجة العمل وبهدف التطور والتنمية وخلق صف ثاني يجعل منهم مستقبلا لأناس يخلقون صوفوفا من المبدعين خلفا لهم.
عندها ستكون في القمة وتقضي على ما يسمى بالأنا وحب الذات والأنانية والحسد والكره والجهل ومحاربة ما لا يفهمه الفكر .

كن صانعا للنجاح إن أردت النجاح.