بقلم /أمل سليمان

الترفع في الحياة في تراتيب العمل أو تدرج الوظائف سمة نشاط هذا العصر , لكثرة مؤسسات وأساليب العمل الوظيفي, ونحن نبارك ونفرح لهكذا شعور من قلوبنا, وأحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك, مكافأة بتتويجه في عمله وتكريما لمسيرته المهنية, كون عمله هو كيانة ومعاشه, كما ننتظر لأنفسنا أي تكريم بعد جهد نمر به أو أزمة تعديناها رغم صعابها, وهكذا تمر الحياة بنا, لكن تكريم الدنيا يظل دنيوي وسيموت بموتنا وهذا عابر رغم أهميته في الحياة, لكنه يظل عابر, ولدينا التكريم الأكبر والأجمل هو تكريم أرحم الراحمين للجميع, وهذا التكريم ليس بالهين, وحتى تجتازه يلزمك أشياء كثيرة حتى تصله وإلا سيكون مصيرك العكس تماما, ومن هذه الأشياء والاجتيازات هو تكريمك الذي حصلت عليه في الدنيا بالظاهر حتى يأخذوه منك رؤساؤك وإعطاؤك ترقياتك وجزاء عملك, أما الباطن وما تخفيه الضمائر وما في صدرك لا يعلمه إلا الله عز وجل ولن يكون تكريم إذا كان لديك ما يسوء تجاه الآخرين لأن الله لن يتجاوز أخطاءك في عملك وغير عملك وليس لديه اعتبارات لأحد أفضل من أحد, أو ترقية أفضل من أخرى, فكل الناس سواسية كأسنان المشط بين يديه, وبدل أن تكون ترقيتك في الدنيا جميلة ستكون نقمة عليك عند الله إذا لم تعامل الناس بما يستحقون من احترام وتقدير وأفضلية, نحن نفرح لفوز أحدهم بتتويجه بما يستحق, وأيضا نفرح أن يتم تتويجنا بما نستحق, فكل فوز هو ترقية, وكل فرح هو ترقية لكل وجه, وكل حب هو ترقية لروحك, وأرقى ترقية في الحياة هو حب الله والمسير في خيره وخيراته وطرق ترقياته في خدمة الإنسان والإنسانية.