صفاء نصيرات_متابعات

عرف الذكاءَ على أنه مجموعةٌ مِن القُدرات المستقلَّة عند الأشخاصُ في مجالات عدة، ويعرف أيضاً على أنه قدرة بشرية قابلة للتطوير، يمكن تعلمها واكتسابها. ويَختلِف الناسُ في ذكائهم، وفي قُدراتهم عند التعامُلِ مع المشكلات والمستجدات، بناءً على الفروقات الفردية بين البشر، والخلفية المعرفية والثقافية، واختلاف المناهج والأساليب، والظروف المحيطة، والحالة النفسية، وعوامل أخرى كثيرة مباشرة وغير مباشرة.
وقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة رافضة لمفهوم الذكاء الواحد، وأكدت على أن للذكاء أشكال عدة؛ في مجالات عدة، يبرز على شكل مهارات وقدرات لكل منها سمات وآليات للتعاطي والتطوير لتصنع من صاحبها مبدعاً في مجاله.
وبذلك تعتبر الذكاءات المتعددة استراتيجية للتعرف على سمات الأشخاص، وقدراتهم ومهاراتهم؛ إذا طبقت الآليات المناسبة، وبالتالي التعرف على مختلف الاستجابات السلوكية المتوقعة، والتي يبنى عليها تحديد أنماط الشخصية، والأسلوب الأمثل لتسخيرها والتعامل معها بما يحقق نتائج العطاء المتوقعة من كل شخصية، مما يجعل من الذكاءات المتعددة مرشداً للأداء المتميز في المنظمات الحديثة.
عقد ميناء الخليجي للاستشارات والتدريب في يوم الجمعة (22 يناير 2020)، ملتقى الرياض للذكاءات المتعددة والتفكير الايجابي في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، تضمن طرح ثلاث ورقات عمل، وعقد ثلاث جلسات في إطار موضوع الذكاءات المتعددة، وكانت كالتالي:
الورقة الأولى كانت بعنوان (القادة والتفكير الجانبي)، قدمها الدكتور محمد النعيمي.
الورقة الثانية وكانت بعنوان (قادة المستقبل والذكاء الوجداني)، قدمها الأستاذ عادل الياقوت، تناول فيها الذكاء الوجداني وأهميته للفرد والمنظمة.
الورقة الثالثة وكانت بعنوان (الذكاء الاجتماعي في شبكة التواصل الاجتماعي)، قدمتها الأستاذة هالة جمبي، تناولت فيها أهمية الذكاء الاجتماعي وأثر ممارسته في التواصل عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
أما جلسات الحوار فكانت كالتالي:
الجلسة الأولى كانت بعنوان (أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل، أدار حوارها الدكتور محمد النعيمي، مع ضيوف الجلسة (الدكتورة هبة الوهيبي، والأستاذة وفاء الباز، والأستاذة فاطمة الملا)، حول دور الذكاء العاطفي ودوره في تمكين الإنسان من الإحساس بمشاعره، ومشاعر الآخرين من حوله، والتمكن من حسن إدارتها والتعامل معها، وأهميته في بيئة العمل؛ بتنظيمه للتعامل بين الموظفين بعضهم البعض، وبين الموظفين والمدراء والعملاء.
الجلسة الثانية كانت بعنوان (الذكاءات المتعددة للقيادات الشابة)، أدار حوارها الأستاذ عال الياقوت، مع ضيوف الجلسة (الأستاذة البندري الفهيد، والأستاذ ابراهيم الثابت، والأستاذ علي الإبي)، حول إمكانية توظيف الذكاءات المتعددة كرافد مهم لتحقيق رؤية المملكة (2030)، والتحديات التي تواجه تفعيل دول الذكاءات المتعددة في المجتمع السعودي، وإمكانية زيادة مساحة تطوير تطبيقات الذكاءات المتعددة بهدف دعم القيادات الشابة.
الجلسة الثالثة كانت بعنوان (الذكاء الاجتماعي وأهميته في الإعلام الاجتماعي)، أدار حوارها الأستاذ بدر الدوسري، مع ضيوف الجلسة (الأستاذة هالة جمبي، والأستاذة عائشة السعدون، والأستاذة مروة حرب)، حول أهمية تطبيق الذكاء الاجتماعي في ممارسات التواصل عبر مختلف منصات ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وأصبح عالمها الافتراضي انعكاسًا كبيرًا لعالمنا الحقيقي، وقدرتها على ترجمة جميع الأحداث والأزمات التي نمر بها.

وقد تمخض الملتقى عن عدد من التوصيات الهامة نوجزها فيما يلي:

1. ضرورة فهم الذات جيداً، وتحليل انفعالات النفس ومشاعرها، وسبب حدوث هذه الانفعالات للوصول إلى مرحلة التحكم بالأحاسيس والمشاعر.
2. ضرورة ممارسة مهارات الذكاءات المتعددة والتدرب عليها للتعرف على شخصيات وطباع الآخرين، وفهم وإدراك مشاعرهم، والتعاطف معها، ومعاملة الأشخاص بالطرق التي تناسب كلاً منهم؛ مما يؤدي إلى النجاح في إدارة العلاقات.
3. احترام التباين والفروقات الفردية بين الناس، وتجنب الاختلاف مع الآخرين في أفكارهم وآرائهم وجهات نظرهم، وتجنب المحادثات العقيمة والمستفزة والمحرضة.
4. التفاعل مع الأحداث والقضايا المجتمعية بشكل إيجابي مع مراعاة ظرف المكان والزمان.
5. استقطاب الكوادر البشرية، في مختلف مجالات العمل بناء على أحدث الأساليب والاختبارات العالمية المعتمدة.
6. اكتشاف الذكاءات المتعددة لدى الأفراد في مختلف منظمات الأعمال باستخدام أحدث الأساليب والاختبارات العالمية المعتمدة.
7. اكتشاف نماذج الأنماط القيادية لدى الأفراد في منظمات الأعمال باستخدام استراتيجيات قائمة على نظرية الذكاءات المتعددة.
8. تطوير وتعزيز الذكاءات المختلفة لدى الأفراد في مختلف منظمات الأعمال، وخلق بيئة عمل مناسبه ومحفزه بهدف تحقيق الأهداف المرحلية والاستراتيجية للمنظمة.
9. وضع مسارات تدريبية تخصصية لمختلف مجالات العمل في المنظمات، واستخدام آليات التعليم والتدريب بناء على الذكاءات المتعددة.
10. التثقيف التوعوي تجاه التنوع والاختلاف في القدرات والمهارات لدى أفراد المنظمات على أساس نظرية الذكاءات المتعددة.
11. تبني ثقافة الذكاءات المتعددة والتحفيز المستمر للمهارات والقدرات التنافسية بين افراد المنظمات بهدف تعظيم المخرجات والمنتجات والأهداف المالية والبيئية.

وقد حضر الملتقى عدد من المهتمين بموضوع الذكاء والذكاءات المتعددة في مجال القيادة.