بقلم / حياة المالكي

جيل الألفية، جيل يموج بالعلم والمعرفة لا يرتضي ولا يحبذ الإجابات البسيطة السطحية، ولا يقنعه إلا العقل والمنطق السليم، فهو يريد منك جوابًا منطقيًا لبشاعة ما يحدث في عالمه من صراعات دامية ومؤلمة؛ مزقت طمانينته و أقلقت مهجعه.
لذا يجب أن نهيئ أنفسنا لمثل هذ الاسئلة ونعد لها الأجوبة المغنية، و المقنعة. ولا نتركهم
للأفكار الهوجاء تعصف بهم من مكان لآخر. وقد
سألني أحدهم-و لا يعلم أني أجهل مما يظن-
لماذا الملحد الجاحد بالله يعيش في نعيم مقيم،
و المؤمن الموحد يعيش في فقر مدقع و الشقاءٌ أبدي؟
قبل أن أُجيب، وكأنه يعلم الإجابة مسبقًا
قال: لو سألت أحد سيقول كالمعتاد “حكمة الله”! جملته قطعت حبل أفكاري الطوباوية التى تأنقت كعروس للخروج.
فحاولت أن أرد على سؤاله بطريقة بعيدة عن المعتاد:أن الشقاء و السعادة في الدنيا أمر نسبي لكّل من المؤمن و الكافر، و ما يحدث في العالم هو وفق لـ إرادة الله الخفية والمتجاوزة لعقولنا وإدراكنا، لا تخضع للقيم والمعايير الاجتماعية التي ألفناها و اعتدناها في محيطنا. ورغم ما توصل إليه العلم من علوم، إلا أنه لم يستطع تجاوز إطارنا المادي المحكوم بقوانين الله الأزلية الثابتة، فعقولنا كما هو معلوم محدودة الإدراك فيما يتعلق بالعالم الميتافيزيقي أو ما يعبر عنه في الإسلام بالغيب، “والله يعْلمُ و أنتم لا تعلمُون”.