مريم الغامدي

وقف الفريق الإعلامي بمنطقة الباحة أمام قرية ذي عين التراثية وبدت منازلها الحجرية الشاهقة البناء وكأنها خارجة من أعطاف التاريخ مجد عمراني وتنسيق معماري وشذا الكادي والريحان يعطران المكان وموز حلو المذاق وعين دائمة الجريان تسقي المزارع المحيطة والتي شكلت غابة صغيرة من الكادي والموز والنخيل الباسقات كل هذا المشهد يملأ العين دهشة والنفوس حبورًا، ليسترسل المرشد السياحي الأستاذ يحيى عارف شارحًا مزايا قرية ذي عين المكانية والعمرانية والنباتية والسكانية مرددا “العين تسكن أحداق العيون” وهي بالفعل ليمر بجوار نقش محفور في جباهة أحد المنازل الحجرية حروف مبهمة ورسم غريب إلا أن المختصين ومنهم البروفيسور أحمد قشاش أجلوا هذا الغموض مفسرين تلك الحروف بأن ثمة أقوام عاشوا هنا منذ آلاف السنين ليمتد العمق التاريخي لذي عين، واصل الفريق الإعلامي سيره نحو شلالات صغيرة وقنوات مائية جارية تصب في مزارع مجاورة، وللأسطورة مكان أثير في الأذهان ويمكن أن يراها الزائر على واجهات المنازل الحجرية وفي جذوع الأشجار الضخمة والمعمرة  أسطورة ذي عين الرجل الذي سافر من الجنوب نحو مكة المكرمة وسقطت عصاة المجوفة والمكتنزة بالذهب في بئر أثناء ما كان يود الشرب وانزلقت في أعماق البئر لتواصل سيرها عبر قنوات مائية في باطن الأرض لتستقر خلف صخرة قريبة من تلك القرية، وكان يمتلك قوة بصرية يطلق على مثله “المبصر” وعندما تيقن انها انحجزت خلف صخرة، باشر الأهالي بخبر سار بأن ثمة عين جارية في الجبل فقط تحتاج إلى جهد بسيط واشترط أن يأخذ ما يصاحب الماء عند تدفقه اتفق الجميع وبدأ التنقيب ومع  ضغط الماء المحبوس في جوف الجبل تدفقت المياه بقوة حاملة العصا لتفقأ عينه صاحب العصا، وهنا تجلت الأسطورة بأن اطلق عليها هذا الاسم ذي عين من ذلك الوقت، ذلك المخيال الذي توارثه الأهالي كابرا عن كابر لتستمر الحكاية متداولة لأجيال وأجيال لتشد انتباه كل من سمعها لغرابتها وجمال سردها ومفاجآت أحداثها ، انعطف الفريق الإعلامي تجاه مقر التعليم لتقلهم سيارات الدفع الرباعي بشراكة مجتمعية مع التعليم واتجهت صوب موقع سياحي الجميع متشوق لمشاهدته  “شلال” الخرار الطريق صعب المسالك إذ نحا السائق نحو مجار الأودية  والتي مازالت المياه بها جارية وبعد سير استقبل أسماعنا صوت خرير شلال مائي وأبصارنا صفاء بحيرة  مائية صغيرة، ليتوزع الجميع في باحة المكان تصويرا واستمتاعا وانشغالا بكل الحواس ، طاب الجلوس بجوار الماء مع زملاء كرام، معاملة متميزة وحديث لطيف ناصر العمري خالد العمري أحمد البرتاوي أبو فرح ووغيرهم ، عصرية ماتعة وأجواء ساحرة وخرير مياه جارية لنعود أدراجنا من طريق يعبر سفح الجبل وأظن الطريق مهيأ للزفلتة تسهيلا للوصول إلى موقع الشلال بعيد عن الطريق الآخر الذ يعبر بطن الوادي،  موعد نابض مع التنامي الاقتصادي والتجاري في “عروس تهامة” المخواة  وبحضور محافظ المخواة الأستاذ نايف الهزاني ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة المخواة الأستاذ ماشي العمري وعدد من المسؤولين والأهالي تم افتتاح محل تجاري ليضيف إلى رصيد الحركة التجارية، وتم التجوال في داخل المحل الذي تقارب مساحته 1800 متر مربع به أصناف متنوعة من السلع، وقبل ذلك مشاهدة عرض جميل وفي الأخير تم توزيع الهدايا والدروع ، وللمساء  الشتوي  جمالياته في ربوع المخواة حيث نظمت الغرفة التجارية بالمخواة أمسية ثقافية إعلامية وهذا التقارب مع الثقافة والإعلام من غرفة المخواة نتيجة الوعي والثقافة التي يحملها الأستاذ ماشي العمري لتشكل مناشط ثقافية متنوعة، وبدأ المساء بموسقة أدبية رائعة للأديب والإعلامي الأستاذ ناصر العمري ترحيبا وبشاشة وحسن استقبال ليلتقط الحديث المحافظ الأستاذ نايف الهزاني مشيدًا  بالجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة ليعم الرخاء والنماء والاستقرار في كافة أرجاء الوطن متحدثا عن الاعلام ودوره، مبينًا البرامج التي نفذت والبرامج المستقبلية ليكون الحديث عن منشط متميز معرض الكتاب والأنشطة المصاحبة له من مسامرات أدبية وشعرية قصصية مسرحية فنية توقيع كتب وغيرها،  ليقدم باسمه ونيابة عن أهالي المخواة  شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة الباحة الموجه والداعم والمحفز، ليتناول الحديث رئيس المركز الإعلامي بمنطقة الباحة الأستاذ جمعان الكرت مقدما شكر وتقدير زملائه إعلاميي وإعلاميات منطقة الباحة لسمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود الذي وجه بهذا المسار الإعلامي إلى أرجاء منطقة الباحة تهامة وبادية وسراة لإبراز مواطن الجمال  ومواقع التنمية وقدم الكرت شكره وتقديره لمحافظ المخواه ولمدير التعليم الدكتور علي الجالوق ولرئيس مجلس الغرفة بالمخواة وللمركز الإعلامي بالمخواة ،لينعطف في حديثه عن أهمية الإعلام كشريك أساسي في التنمية  مؤكدا أن الاعلام النزيه الصادق الشفاف  هو الذي يحترمه القارىء أو المشاهد أو المستمع ،كما شكر زملائه الذين شاركوا في هذا المسار مما ينم عن حبهم لمهنتهم وتقديرهم للجهود الكبيرة  التي تُبذل في منطقتهم، وكان لمدير التعليم الدكتور علي الجالوق كلمة أشار إلى أهمية الإعلام في كل مناحي الحياة متذكرا الزميل الراحل عبدالخالق الغامدي رحمه الله الذي أعطى المخواة وكل المحافظات جهده الصحفي وكان للزميل الأستاذ سامي شريم مدير الشؤون الإعلامية بإمارة منطقة الباحة كلمة شَكَر من خلالها الجهود التي يقدمها المسؤولون في محافظة المخواة كما شكر جميع زملائه الإعلاميين ليكون التكريم دروع تذكارية وشهادات تقديرية، وشارك الشاعر الشاب عبدالاله بنص شعري نال الاعجاب.  

ليطيب المساء مع نغمات الناي والأستاذ محمد حسن الذي أحال ربيع تهامة إلى شدو جميل أطرب الجميع بمقطوعات متنوعة ليشارك الجميع في عرضة شعبية، 
 وفي نهاية  المسار أقلت الحافلة التي وفرتها شركة أم القرى لرجل الأعمال الشيخ أحمد العويفي إلى سراة الباحة الفريق الإعلامي نحو السراة عبورا من طريق عقبة الباحة أحد المشاريع الضخمة والتي تعد منجزا تنمويا مهما ربط السراة بتهامة 
وبقي ذلك الاحتفاء والكرم والطيبة التي تجلت في أسلوب المعاملة ولطف الحديث من أبناء المخواة راسخة لن تمحوها الأيام شكرًا للمخواة وأهلها.