شوق المحنشي

 

يحضر الحب فيذهب البغض والكره، هكذا نحن البشر نحب بعمق ونستشعر ذلك الحب الكبير بالمواقف والأفعال من أشخاص نحبهم؛ لأن الحب هو ذاك الشعور الذي يجعلنا نفقد الاتصال مع محيطنا، لنبقى هائمين في استحضار آخر طيف الحبيب وهمسه، وهو أجمل ما في هذا الكون من مشاعر.

 

يقدم حب الأم والأب: لأن حبهم لايضاهى بأي حب فهو حب صادق نابع من القلب لأبنائها فهي تضحي بسعادتها وراحتها لأجلهم، حب الأبناء لأمهاتهم أيضا حبا صادقا نابعا من القلب. حب الأب لأبنائه حبا حقيقيا فهو منبع الحنان والأمان لأسرته، ويبادله أبناؤه ذلك الحب فمن الطبيعي حب الأم والاب لأنه فطرة من الله فسبحان الله تعالى قال:

 

 {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} (23ـ25).

 

يتضح من الآية الكريمة عظم مكانة الوالدين وقدرهم فقرن الله تعالى عبادته بطاعة الوالدين وبرهم والإحسان إليهما. وأيضا حب الزوج لزوجته والعكس حب الأخ لأخيه هناك عدة صلات وعلاقات بالمجتمع،

حب المعلم لطلابه حب الطلاب لمعلمهم فهناك أكثر من نوع للحب فالحب لايقتصر فقط على “العشاق” أو هي كلمة “حب” للعشاق لا فالحب الحقيقي كما ذكرنا سابقا ووضحنا لكم حب الأسرة المكونة من الأم والأب والأخوان والترابط الأسري بينهم، وأن تعددت أنواع الحب فهو حب متلاشي متزامن مع وقت معين إلا ببعض الصداقات الحقيقية فهو يستمر بعطاء، فالحب الحقيقي عطاء وتضحية وليس مجرد فقط كلام يقال وينسى.

 

وينتهي بنا الكلام بأن “الحب الكبير” هو حب الأسرة 

حب الأم والأب والأخوه والزوج والأبناء، 

فغير هذا الحب فهو حب زائل ومتغير ومرتبط بالظروف المحيطة بالأشخاص.