بقلم /أمل سليمان

الأرواح ليست كالأجسام بالشكل أو حروف ترسمها يدك كان خطك جيدا أو لا, هي شيئ لا يرى بالعين لتستطيع تقييمه أو ترى جماله يسطع أمامك, أو حروف هجاء تعلمها لأحد ما؛ كي يتعلمها بطريقتك, إنها شئ محسوس لا تراه إلا بحسك وشعورك وتقييمك الذي يرجع لذائقتك التي تخصك, وتلك الذائقة لها ضرورات كثيرة حتى تستطيع أن تميز ذلك, لذلك الروح لها عدة أشكال وعدة أنواع من الجمال, فلو استطاعت الروح أن تتشكل في جسم يرى ستتمايز الأشكال وأنواعه, فمنها من سيكون جميل حد الجنون, ومنها عادي, ومنها أشكال غريبة قد لاتعرفها ولم تراها عينك قط, الروح هي تلك المشاعر والقراءات والمواقف والطيبة وخيرة, الروح إحساس غريب لا يراه إلا شخص تعدى عقله شكل الجسم الموجود بين الخلائق, إنها أعجوبة الله في خلقه, إنها سفر جميل لا يبحث في أغواره إلا الباحثون عن الجمال الحقيقي, لا يستطيع الإحساس بها إلا شخص تعلقت روحه بفتنة جمالها الذي لا يهتم بالشكل الخارجي, الروح هي تلك التي تفكر وتكتب ولها رؤية مختلفة تجاه الحياة وتجاه النظرة الكاملة للكون ورب الكون, الله العظيم جعل الأشكال تتفاوت وتختلف وله حكمة في ذلك, وجعل الروح هي من تتدرب وتختلف وتصفى مع كل الأعوام والسنين, لها أعجوبة التغيير, فأنت بعقلك تستطيع أن تهذبها وتلقنها دروس جميلة أو غير ذلك, تستطيع أن تجعل منها بحرا واسع الطيف وكثير الأمواج وبداخلها خلائق ومحياة لا يدرك أطرافها وعمقها إلا سباح ماهر في جمال الأرواح, الروح تكتسب مع السنين والكتب والعلم والقراءة أشياء لا تعد ولا تحصى وكل سنة تكون أجمل وتتطور حسب دعمك لها وتهذيبك حولها, أما الشكل الخارجي كل سنة يكبر ويترهل ويصبح غريب ويتدرج نحو الأسوأ والكبر, أما الروح كل سنة تتجسد في شكل جميل وتكبر في شكل أروع وأصدق وتحمل تجارب تستطيع بها منافسة العالم حبا ورقيا وحياة, ابحثوا عن الأرواح الجميلة بكل ما استطعتم من قدرة, فالأرواح تصبح جنة مع مرور الحياة بك, ولا تكونوا سطحيين وتنبهروا بالشكل الزائل الذي لا يعود كما كان يوما.