عجيبه لغبي

 تحولت مزارع ومصانع الورد بالطائف إلى خلية نحل خلال هذه الأيام بالتزامن مع انطلاق موسم قطاف الورد الطائفي الذي اشتهر انتاجه في شهر مارس من كل عام ، ويمر استخراج الورد الطائفي المعروف أيضا بأنه «عطر الملوك والأمراء» بعدة مراحل خلال العام بدءاً بالعناية بشتلات الورد وصولاً للمرحلة حيث يتم تجميع الورد من المزارع استعداداً لتصنيعه، وبعد الوصول إلى المصنع يتم فرزه ومن ثم وضع أكثر من 10 آلاف وردة في القدر الخاص بالطبخ والتقطير، لتمتد عملية طبخه حوالى 12 ساعة، يتجمع البخار ، ويمر بعد ذلك داخل إناء به ماء لتبريده ومن ثم التكثيف والتقطير التي يستخرج منه دهن الورد.

جامعة الطائف والتي تبنت تنظيم مهرجان الورد 16 لهذا العام افتراضياً ، حرصت على توثيق عملية تصنيع وإنتاج الورد من خلال زيارة المزارع المتواجدة في المنطقة والقاء الضوء على جهود المزارعين ومالكي المصانع في إحياء هذا الموروث وأكدت من خلال دعمها تسهيل كل السبل لهم لتسويق منتجاتهم في ظل جائحة كورونا ، والتي أثرت على إقامة المهرجان كما هو معتاد كل عام .

ونجحت صناعة الورد في السنوات الأخيرة بالطائف بالتصدي للعديد من التحديات التي واجهتها، حيث يتم تصنيع العديد من منتجات الورد والتي يصل عددها إلى حوالى 40 منتجًا ما بين دهن وماء الورد، والمطهرات وغيرها من المنتجات.. 

وأوضح العم ” عالي الشيخ” صاحب مزرعة ومصنع الشيوخ للورد الطائفي من خلال حديثه لوفد اللجنة الإعلامية التابع لجامعة الطائف : 

تعتبر صناعة الورد في الطائف ضاربة في القدم، حيث تشير التقديرات إلى أن عمرها تجاوز 200 سنة، وأصبح الورد الطائفي منتشرًا داخل المملكة ودول الخليج والدول الأوروبية، ومنتجاته المختلفة في متناول الجميع وتنافس المنتجات المتواجدة بالسوق لاعتدال أسعارها وبالذات ماء الورد الذي يستخدم في الطبخ وخلطه مع ماء الشرب وصناعة مواد التجميل، 

وأضاف: أن مُزارع الورد اليوم يواجه العديد من الصعوبات حتى يصل بشجرة الورد لنهاية الموسم والحصول على انتاج جيد وتتثمل بارتفاع أسعار الايدي العاملة والتكاليف التشغيلية ويأمل من الجهات المختصة المبادرة بمساعدة مزارعي الورد بالتصدي لهذه العقبات لتتمكن مزارع الورد من الاستمرار والحفاظ على انتاجها الذي اشتهرت به .

وقال العم ” عالي” : أن مصنعه يستقبل يوميا ما يقارب 400 الف وردة يتم تصنيعها للعديد من المواد بالإضافة لعطر الورد ويقوم بعرض المنتجات في متجره الخاص المتواجد في مزرعته لكن تبقى هذه الخطوة بحاجة إلى خطط تسويق تساعد على عرض المنتجات بالأسعار المناسبة، وإيصالها للمستهلك ،وهذه ماقامت به ” جامعة الطائف ” لهذا العام من خلال عقد الشراكة مع شركة سلة التقنية وإتاحة المتجر الإلكتروني لبيع وتسويق منتجات الورد .

ويذكر أن جامعة الطائف تبنت إقامة مهرجان الورد 16 برعاية إمارة منطقة مكة المكرمة افتراضياً بظل الاحترازات الوقائية لجائحة كورونا وأتاحت العديد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان من خلال إطلاق مسابقات الشعر والرسم والتصوير بالإضافة لأجمل مزرعة وذلك بالشراكة مع الجهات المختصة .كما اطلقت مبادرات دعم المزارعين بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز وعملت على توثيق مراحل زراعة وصناعة الورد بجولات إعلامية وإنتاج المواد المرئية والمكتوبة والمسموعة للتعريف بالورد الطائفي.