رباب الدرسي

استضافت جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان، يوم أمس الخميس ، ملتقى (أساطير سعودية) “الأسطورة والحكاية الشعبية في المملكة العربية السعودية” الذي يستمر لمدة يومين بمشاركة نخبة من المثقفين والباحثين السعوديين، وتبث جلسات الملتقى مباشرة في منصة zoom وعبر قناة الجمعية على اليوتيوب.

ويتضمن الملتقى عدة محاور وجلسات ونقاشات وأوراق حول الأسطورة في تراث الجزيرة العربية، والحكاية الشعبية بين حكمية النقد وبساطة السرد، وعن الأسطورة والحكاية الشعبية محاولة لعقلنة العالم عبر الأساطير، والأسطورة والحكايا الشعبية في الفنون التشكيلية، والسلالم في الحكايات الشعبية مقاربة سيميائية، وقراءة في ذاكرة الفواجع المنسية، ومحمد العثيم بين الحكاية الشعبية والأسطورة ” قراءة في نصوص مسرحية” 

وقال رئيس جمعية الثقافة والفنون بالطائف الفنان فيصل الخديدي “جميل أن ينظم ملتقى يناقش محورا واحدا ملهما ومهما في الفن والثقافة والأدب كالأسطورة والحكاية الشعبية، ويتم تناوله من منظور كل جنس أدبي وفني وتأثيره في الوسط الثقافي السعودي وتعاطي المبدعين معه وقربهم وابتعادهم، وكيف يتسنى لهم تطويره والاستفادة منه في منجزهم الإبداعي، وهي خطوة تحسب لجمعية الثقافة والفنون بجازان التي تمتعنا دائما بطرحها المميز وفعالياتها النوعية. 

وأشاد القاص والباحث محمد ربيع الغامدي بسعي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع جازان للاهتمام ومبادرتها في إطلاق هذا الملتقى بقوله “هو على حد علمي أول ملتقى في بلادنا تدور محاوراته حول الأسطورة والحكاية الشعبية، وأرى أن جمعية الثقافة والفنون في جازان قد حشدت عدداً كبيراً من المهتمين بالأسطورة والحكاية، وهما ديوان الإنسان في بواكيره الأولى، وهما أيضاً سجلّ فواجعه حتى وإن أضحكت. تحية لهذه المبادرة التي تشي بعودة تروسنا إلى دورانها الحميم وما أجمل عودتنا إلى حضن أرضنا وسمائنا، والتحية مزجاة أيضا إلى جمعية الثقافة والفنون بجازان ومديرها الدكتور علي زعلة.

من جهته، أكد الكاتب الروائي عمرو العامري أن ملتقى الأسطورة والحكاية الشعبية والذي يزمع عقده فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان هو اعتراف (ربما متأخر) بأهمية الأسطورة في الذاكرة الشعبية للإنسان، كون الأساطير مفسراً أساسيا للكثير من المكونات التي اجتازها العالم، وفي المقابل إعادة الاعتراف لهذا المكون الثقافي الذي همش طويلا.

وأضاف العامري ” نحن ندخل مرحلة جديدة من التحديث المواكب لروية 2030، فنحن اليوم أكثر اهتماماً بكل مكوناتنا الثقافية والاهتمام بالآثار والأساطير المرتبطة بها والتي غيبت طويلاً، وأعتقد أن هناك الكثير لدينا وبحاجة إلى أكثر من ندوة أو مؤتمر أو ملتقى، لأن المملكة العربية السعودية قارة كبيرة، وتتنوع وتختلف أساطيرها من منطقة إلى أخرى، فمنها ما هو مرتبط بالبحر، بالجبل، بالصحراء، بالقمر، وبمكونات كثيرة وهذا يعطي الموضوع غنىً وتنوعا، ويعيد للكثير من الأساطير والحكايات قيمتها، وأيضاً يوثقها وحتى لا تضيع.

وأكد الكاتب والمخرج المسرحي علي السعيد أحد ضيوف الملتقى عن أهمية هذا الملتقى بقوله “تبرز أهمية إقامة ملتقى الأسطورة والحكاية الشعبية الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بجازان من كون الحكاية والأسطورة جزءا مهما من مكونات الثقافة والهوية لكل الشعوب، ويأتي هذا الملتقى كمبادرة مهمة من الجمعية لتسلط الضوء على الحكاية والأسطورة الشعبية في المملكة العربية السعودية من حيث تنوعها وامتدادها الجغرافي الكبير، ناهيك عن التداخل والتمازج بينهما، وأشكر جمعية الثقافة والفنون بجازان وعلى رأسها مديرها الأستاذ علي زعلة على تشريفي بأن أكون ضمن كوكبة المشاركين في جلسات الملتقى”