محمد العرعير

حث معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مدرسي وطلاب وطالبات مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو أن ينهج كل واحد منهم منهج محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم وأن نوظف السياسة للدين ولا نوظف الدين لخدمة السياسة وأن نبتعد عن الغلو والتطرف.

جاء ذلك خلال زيارة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لمدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو, على هامش زيارته الرسمية للبوسنة والهرسك حاليا وشهدت توقيع البرنامج التنفيذي لمذكرة التعاون لخدمة الإسلام ونشر منهج الوسطية والاعتدال والتصدي للكراهية والعنصرية والإنحراف الفكري.

ووصف معاليه المدرسة بأنها مباركة لأنها تدرس أهم العلوم في الدنيا وهي الكتاب والسنة وتدريس الفقه ولا شك أن من بنى في الدين في صدره بناءً لابد أن يجد فرصة لدراسة علوم الدنيا, الدين والدنيا إذا اجتمعا خير عظيم, راجياً من الله -جل جلاله- أن يكون هذا المعهد معهد هدى ونور وأن ينأى بنفسه عن الغلو والتطرف وتقديس الأشخاص.

 وأضاف “الوزير آل الشيخ” أن علوم القران الكريم والسنة النبوية والفقه لا يستطيع أن يستفيد منها شخص يوظفها لأمور الدنيا والسياسة فلا بد أن يكون الخريج من هذه المدارس ينهج منهج محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم, وأن نوظف السياسة للدين ولا نوظف الدين لخدمة السياسة وأن نبتعد عن الغلو والتطرف وعن الحقد والظلم بأنواعه ابتداءً بأن يظلم الإنسان نفسه في عبادته وانتهاءً بظلم الناس بعضهم بعضاً بل بظلم الناس حتى بالبهائم.

وبيّن “آل الشيخ” أن الإسلام ولله الحمد نور وسلام ومحبة وأمرنا الله سبحانه بالرحمة ومن دخل في قلبه الرحمة أول ما يبدأ برحمة نفسه وأهله ورحمة المسلمين بل رحمة البشر جميعاً حتى البهائم والحيوانات يجب أن يجعل في قلبه رحمة لها حتى يكون مسلما حقيقياً التزمَ بما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب القرآن الكريم وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, يجب أن نكون كمسلمين يد واحدة كما وحد الله سبحانه وتعالى المسلمين على القرآن والسنة فيجب أن نوحد القلوب أيضاً على الصفاء والنقاء والالتزام بالاعتدال والوسطية.

 وأردف معاليه أن الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نكون أمة وسطاء لا غلو ولا تطرف في اليمين ولا في اليسا, ولا بد أن نكون خير أمة أخرجت للناس الخيرية متى تكون إذا كان الإنسان قدوة والمسلم من سلم المسلمون بل الناس جميعاً من لسان ويده, سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه الدولة وأن يوحد قلوب جميع الناس فيها وأن يعملون لإصلاح هذه البلد الجميلة وبنائها حتى تكون مقر وملاذ أمن للأجيال من أبنائكم وأهاليكم فلا نجاح ولا حياة لأي إنسان وهو يضمر الحق ويضمر الشر للأخرين.

وأوضح الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أنه لا بد من التسامح والصبر والرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤذى فصبر وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلا بد أن نكافئ أو نجازي الإنسان بالتعامل الحسن والرحمة واللين هكذا نستطيع أن يكون المسلمين كلهم يد واحدة لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا فرق لأبيض على أسود إلا بالتقوى وهذا الذي علمنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم, وعلينا أن نبتعد عن التعصب للون أو للجنس أو المذهب أو المنهج, ومنهجنا يجمعنا القرآن الكريم كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 كما قال معاليه حينما كان المسلمين متمسكين بهذين الركنين الأساسين انتشر الإسلام في العالم وحينما تفرقت قلوب المسلمين أصبح المسلمون هم أكثر الشعوب التي طالها الظلم والإساءة والتشريد والفقر والتخلف, ولا بد أن تمسك بالكتاب والسنة وأن نكون متحابين إن شاء الله, طالباً معاليه من معلمي ومدرسي مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو أن يجتمعوا على يد واحدة, لكم دينكم ولي الدين لا خير في الخلاف ولا خير في الشقاق ولا خير أيضاً ملئ الصدر بالحقد والحسد لأنه يحرق صاحبة أكثر مما تحرقه النار.

وفي ختام كلمته دعا معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ -المولى عز وجل- أن يعينهم ويوفقهم وأن يجمع كلمتهم وأن يحفظهم من كل سوء, متمنياً معاليه أن نرى البوسنة والهرسك في مصاف أعظم الدول لأنكم في أوروبا قطعتم مراحل في العلم الدنيوي نرجو أن تقطعوا مراحل في أمر تفوقتم عليهم بعقيدتكم وإخلاصكم لله سبحانه وتعالى فتفوقوا أيضاً بالعلم النافع في أمور الدنيا وانصرفوا إلى بناء هذا الوطن الجميل.

رابط الفيديو 

https://youtu.be/gn33ll2HNtY