بقلم /أمل سليمان

للأصدقاء هبة التعامل في الحياة, آرواح تعلقت بك لتكون قربك كل وقت, هبة العطاء بأرواحهم وشعورهم يحوم حولك في كل جانب من صعوبات الحياة, تأتي بهم الدنيا نحوك من خلال تعاملك وصفو صدرك تجاههم, يرونك فيضحكون, ويحزنون عندما تمر بحزن يؤرقك, فيحتوون دمعك بكل قوة وحنان, الصداقة تخلق بين البشر المحبين لبعضهم دون مصلحة أو مادة أو استخدام لوقت فراغ, حب مجرد من كل زيف ومن كل أهواء شخصية, شعور يملأ صدرك بالمودة والحنان, ويطبطب على قلبك من وجع فقد أتعب روحك ووحدتها, يفكرون بك في غيابك ويسألون عنك, فتمّن لكل لحظة كانت سبب في وجودهم بجانبك, تلك أرواح الملائكة التي تشفي الجروح وتبعد عنك مصاعب الحياة وقسوتها, تبعد عنك أشخاص وجودوا لكره الآخرين والإساءة لهم, يحمون ظهرك وقت حاجتك لهم, ولأنهم هكذا حافظ عليهم بكل ما استطعت من عافية وتفكير , ولا تتكبر أو تتجاوز من بحاجتك يوما, فقد تقع في ضائقة وتغرق ولا يستطيع إخراجك منها إلا هم, وأبسطهم أقواهم لأنه يتعامل معك بدون أقنعة وبدون كذب, لأنه سيصدقك القول والنصيحة, والنصيحة نحن بحاجتها في كل أمور حياتنا كوننا بشر وتفكيرنا ليس كامل, والكمال كله لله سبحانه وتعالى, دعك عنك أي ردة فعل قد تفقدك جمال صدقهم ووفائهم, فكلمة عابرة قد تجرح صديق وفي قد يضحي بوقته وأمور حياته من اجلك, وأكثر من سؤالك عنهم وقت عافية, ليرد اهتمامه نحوك وقت مرضك أو تعبك, والأرواح الصادقة لا تتعالى في ما بينها , فالصداقة تتجاوز أمور كثيرة, منها الشكل والصور والأمور البدنية التي ينبهر بها الآخرون, وكم من إنسان شكله جميل وداخله سوء قد يضر بمدينة, وكم من شخص شكله عادي ولكن روحه تصنع محبة وصحبة وخير , حبوا الأرواح التي ذكرها دائما حب الآخرين, ولا تستهزؤوا بمن أقل منكم مكانة وهيئأة, لأن الله وزع كل شيء بحكمته, ومن يرمِ كلمات الشماتة والهزء للآخرين, والله يمهل ولا يهمل, اصنعوا لأرواحكم حب وصدق يلتفوا حولكم من كانت هذه صفاته, وستكون الحياة رغم صعوبتها جميلة, والله جميل يحب الجمال, وكفى بالله نصير كريم لأرواحنا ..