ماهر عبدالوهاب

قام مركز القلب التخصصي بمجمع الملك عبدالله مؤخراً بإجراء جراحه نوعية على مستوى المملكه ، حيث وصلت إحاله طارئه لمركز القلب لمريض يبلغ من العمر خمسون عاماً أصيب بشرخ في جدار الشريان الأورطي فوق القلب و يمتد هذا الشرخ ليشمل الشريان الأورطي كاملاً في جسم المريض حتى وصوله للأرجل مع وجود تجمع دموي ضاغط حول القلب ، ما دعا مركز القلب بقبول الحالة و ادخاله لمركز القلب في العناية المركزة و ذلك بعد أن رفضت في جميع مراكز القلب .

و بعد إجراء الأشعة و التحاليل اللازمة بشكل طارئ قرر الفريق الطبي بقيادة الدكتور فواز ألطف استشاري جراحة القلب و الرئة القيام بعملية طارئه و نوعية و ذلك من خلال قيامه باستبدال الشريان الأورطي الصاعد كاملاً مع تركيب دعامه للشريان الأورطي المنحني مع توصيل شريانات الدماغ بالتعاون مع فريق جراحه الأوعية الدموية بقيادة الدكتور بدر رجب في عملية أستغرقت ١٢ ساعة ، و أثناء العملية استطاع جراحي القلب من فصل القلب و الرئة الخاصة بالمريض عن الدوره الدموية و إيقاف القلب و الرئة عن العمل لحين إنتهاء التدخل الجراحي و تم سحب جميع دم المريض خارج جسده بعد تبريد الجسد لدرجه حرارة ٢٣ مئوية و ذلك للحفاظ على سلامة أجزاء الجسم أثناء فترة عدم وجود دم داخل جسد المريض ، مع إبقاء التروية الدموية للدماغ فقط للحفاظ على سلامة و صحة أنسجة الدماغ خلال فترة التبريد و التي أستمرت لساعتين و نصف الساعة ، تم خلالها الفريق الطبي باستبدال الشريان المنحني و توصيل شريانات الدماغ ، و بعد أسبوعين من العملية تماثل المريض للشفاء و بدأ بالمشي تدريجياً حتى خروجه منها و هو في صحه جيده و مستقره ولله الحمد .

يذكر أن هذه العمليات النوعية المعقدة تجرى في مراكز متقدمة على مستوى العالم لما فيها من خطورة و ما تتطلبه من امكانيات بشرية و تقنية عالية ، قامت وزاره الصحة بتوفيرها في مركز القلب التخصصي بمجمع الملك عبدالله ليكون مرجعاً و مركزاً متقدماً على مستوى المنطقة في مجال طب و جراحة القلب لخدمة المواطنين و المقيمين على أعلى المستويات .