شذى الشقري

 

بعد ساعاتٍ مليئة بالتوتر سادت العاصمة السعودية أبدى جماهير الهلال تفاؤلهم وثقتهم بمن يمتلك سبع بطولاتٍ قارية بمختلفِ مُسمياتها ..

 

وقد ظهر عبر تطبيق سناب شات نجومًا كانوا قد مثّلوا الهلال داعمين زملائهم واثقين من قُدرتهم على ابقاء الكأس على الأرض السعودية ..

 

إنها الثامنة وجارديم مُدركٌ ذلك تمامًا لذا انخرط في التفكير والتخطيط جيدًا لضمِ اللقب لخزينة الهلال الّتي تكاد تشكُو من ثُقل حمولتها !

 

ومع انطلاق ضربة البداية تقدم الهلال بهدف أول عن طريق اللاعب ناصر الدوسري كأسرعِ هدفٍ في تاريخ آسيا !

 

ثُم بدأ جنود جارديم بالإنتشار في أرجاء الملعب والوقوف كالجبالِ الشامخة كلٌ في خانتهِ المناسبة ..

 

ولم يكُن ليفارق الجندي خانتهِ إلا إذا أحس بوجودِ فرصةِ بإمكانها هز شباك الخصم الكوري !

 

وفي لحظةٍ غطى اللون الأزرق منطقة الخصم وبدأ الخطر بالتزايد على مرماه فكان الحظُ حليفًا لهم بنجاتهم من الكراتٍ الزرقاء ..

 

همةُ الهلال لم ترتخي وخلفهُ قوةٌ زرقاء حضرت بقيادة محمد العفيفي للدعم حتى أخر دقيقةٍ من عُمر المباراة ..

 

وسارت المجريات كما أرادها جارديم وأكثر قبل أن يتسبب مُتعب المفرج الّذي ضمت القائمة اسمهُ كلاعبٍ أساسي نظرًا لغيابِ صخرةِ الهلال المدافع علي آل بليهي بخطإٍ في نهايةِ الشوط الأول قرّبت الكوري خطوة من هدف التعادل فوقف أمامها المعيوف مُنقذًا مرماه فأعادهم خطواتٍ للوراء !

 

هذا الخطأ لا يُقلل من عطاءِ المفرج ولا يُنقص من قيمتهِ كمُدافعٍ حاز على ثقةِ المُدرب !

 

وهُنا جاءت الصافرة الّتي أعلنت تقدم الهلال بهدف مقابل لا شيء بشباكٍ خاليةٍ من الكرات الكورية !

 

وبعد انقضاء فترة الاستراحة عاد الحكم واطلق صافرة بداية الشوط الثاني فدخل الهلال بلهفةِ العطشان !

 

وبدأ الكوري بالزحفِ حتى استطاع حصار مرمى المعيوف الّذي تقدمَ في وقتٍ غير مناسب لصدِ كرةٍ توجهت لمرماهُ فتضاعفت آمال الخصم قبل أن يظهر المفرج ويرد جميلًا للمعيوف بإنقاذ المرمى ..

 

خطر الهلال ما زال قائمًا حتى نتج عنهُ هدف ثاني عن طريقِ اللاعب موسى ماريغا ! ليزفر الجمهور مرتاحًا لنتيجة بإمكانها منحهم اللقب!

 

المدرب الكوري كيم جي دونج يُقلبُ في أوراقه بحثًا عن بديل !

بينما اتخذ جاريم قرار إشاركِ ياسر الشهراني على حسابِ صانع الهدف الثاني بافيتمبي غوميز !

 

عقارب الساعة تحاول جاهدةً الإسراع فهي أيضًا مغرمة بفارسِ القارةِ الآسيوية!

وهُنالك شهودُ عيان كالجمهورِ والملعب والخصم أيضًا!

وشهادة الخصم هذه الليلة تُقبل ولا حاجة بأن يحلفَ يميناً! فقولهُ حق بعدما رأى ما رأى من الزعيم السعودي ..

 

نجحت عقارب الساعة بالوصول فدقت لتُعلن بطلًا اعتادت على تهنئته فأهلًا بالذهب.