ماهر عبد الوهاب

بحث الملتقى العلمي الرابع لصحة الطفل الذي دعا اليه قسم الأطفال في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية في الخامس عشر من يناير الجاري مستجدات صحة الطفل.

وأوضح رئيس الملتقى أستاذ أمراض الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين بن عيد الأغا، أنّ الملتقى يناقش

عبر 29 متحدثًا و18 رئيسًا للجلسات العلمية كل ما يتعلق بصحة الأطفال، من خلال أبحاث عديدة لنخبة من الأطباء المتخصصين والمتميزين محليًا وعالميًا، مشيرًا إلى أنه تم اعتماد 24 ساعة تعليم طبي مستمر للملتقى من هيئة التخصصات الصحية و8 ساعات للورش المصاحبة ، بجانب ندوة مصغرة عن التمريض .

وأشار إلى أن الملتقى السعودي العلمي الرابع للأطفال وصحة الطفل، يسعى لتبادل التجارب وإثراء المحتوى العلمي والخبرات المهنية والبحثية، إذ تعد مثل هذه الملتقيات العلمية ركيزة مهمة لما من شأنه تطوّر البحث العلمي، والتي تساهم في تقدمه ونشره لكل المهتمين في هذا المجال وفق أسس علمية ومنهجية واضحة.

وتابع أن الملتقى بجانب ما يتضمنه من أبحاث يقدمها نخبة من علماء الطب من المملكة العربية السعودية، يعقد عدة ورش عمل تضمن أساليب التدريس السريري والتعليم الطبي؛ بهدف رفع مستوى الأطباء المتدربين، إلى جانب دورات تدريبية للكوادر الصحية.

لقاح كورونا للأطفال :

 ومن جانبه أوضح البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا أن الملتقى يناقش أهمية لقاح كوفيد-19 للأطفال ، إذ تكمن أهمية التحصين في أربع نقاط مهمة؛ وهي:

– الوقاية من الفيروس الأساسي “كوفيد 19” والسلالات والمتحورات التي تنتج عنه.

– تقوية مناعة الأطفال ضد مواجهة الأمراض، وتحديدًا الفيروسات سواء كورونا أو الانفلونزا الموسمية؛ فمعروف أن الأطفال وكبار السن من الفئات أصحاب المناعة الضعيفة، وبالتالي هناك أهمية لتحصينهم.

– استمرار نشاط فيروس كورونا إلى الآن في جميع دول العالم، رغم حملة التطعيمات والتحصينات لأفراد جميع المجتمعات؛ فإعطاء التطعيم للأطفال ضرورة حتمية لمنع وجود أي ثغرات تتغلغل من خلال الفيروس ويستمر في نشاطه.

– الأطفال صغار السن أكثر احتكاكًا في المجتمع بالآخرين، وبالتالي فإن التحصين يعزز الحماية الوقائية أكثر.

وأشار “الأغا ” إلى أن حصول الأطفال في سن الخامسة وما فوق على لقاح “كوفيد 19” يساعد أيضًا في المشاركة بأمان في الألعاب الرياضية والأنشطة الجماعية الأخرى.

وقال: إن فئة الأطفال الصغار واليافعين والمراهقين هم من أكثر فئات المجتمعات تحركًا ونشاطًا وخروجًا من المنزل لدوافع الدراسة أو الأنشطة الترفيهية، وبالتالي فإن التحصينات الوقائية تحميهم بإذن الله من المرض أو مضاعفاته.

السمنة وسكري 2

ونوه أن جلسات الملتقى تبحث علاقة انتشار سكري الأطفال النمط الثاني والسمنة ، فخلال السنوات الأخيرة انتشرت السمنة بشكل كبير بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم بما في ذلك المجتمع السعودي مما أدى إلى زيادة ظهور السكر من النمط الثاني لدى الفئات العمرية المختلفة ، وهذا النمط من السكري لم يكن معروفًا في العقود السابقة إلا في البالغين وكبار السن، ويرجع سببه الأساسي إلى انتشار السمنة – كما أوضحت – وبجانب ذلك فأن العديد من الدراسات الطبية أوضحت أن كثيرًا من أطفال مجتمعنا السعودي يعانون ارتفاعًا ملحوظًا في الأوزان التي لا تتفق مع أطوالهم نتيجة زيادة تناول الوجبات السريعة وعدم ممارسة أي نشاط رياضي، الجلوس ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون وزيادة تناول المشروبات الغازية.

الرضاعة الطبيعية والمناعة

وتابع أن من محاور الملتقى جانب أهمية الرضاعة الطبيعية ودورها في المناعة ، فمعروف صحيًا أن حليب الأم هو الغذاء المثالي للطفل، فهو مصمم ليوفر له جميع العناصر الغذائية من أجل نمو صحي، إذ يتكيف حليب الثدي مع نمو الطفل لتلبية حاجاته المتغيرة، كما يحميه من الالتهابات والأمراض، إضافة أنه سهل الحصول عليه ومتاح كلما احتاج إليه الطفل، كما تساهم الرضاعة الطبيعية في خلق علاقة حميمية قوية بين الأم والطفل وإشعاره بالحنان والدفء ، حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل خلال الأشهر الستة الأولى، كما يحتوي على مجموعة من العوامل التي تحمي الطفل أثناء تطور الجهاز المناعي، ويساعد الطفل على مقاومة العدوى والمرض، حتى في وقت لاحق من الحياة، ويقلل من خطر السمنة على المدى البعيد، كما يساعد على تطوير العينين والدماغ وأنظمة الجسم الأخرى، وبجانب ذلك تساعد الرضاعة الطبيعية على تطوير الفك، ونجد أيضاً أن الأطفال الذين تمتعوا برضاعة طبيعية في طفولتهم يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء.

وسائل الإعلام والأطفال

وأستدرك أن اللقاء يبحث أيضًا جانب وسائل الأعلام والأطفال ، فمن أبرز التحديات التي تهدد صحة الأطفال هي الإلكترونيات ، فهناك تجاوز كبير لعدد الساعات التي يجب أن يقضيها الأطفال مع الأجهزة، إذ حددت جمعية الأطفال الأمريكية ساعتين فقط يومياً لاستخدام الأطفال للأجهزة ، لذا فأنه ينصح بضرورة تقنين استخدام الأجهزة الالكترونية عند الأطفال بحيث لا تزيد على ساعتين، ومراقبة المواقع التي يزورها الطفل على شبكة الإنترنت والألعاب التي يمارسها، وتقنين مشاهدات الفيديوهات في مواقع الإنترنت من خلال تحديد وقت يومي للألعاب الإلكترونية والتصفح ومتابعة البرامج التعليمية والترفيهية والمفيدة وإجباره على الالتزام بكل ذلك حتى لا يكون الأمر على حساب دراسته، وضرورة تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى، وعدم السماح باستعمال الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم قبل النوم نهائياً ، كما يجب الحزم مع الأطفال عند عدم تنفيذ الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع حدوث ذلك مستقبلاً.

الأرق عند الأطفال

وأردف البروفيسور الأغا أن الملتقى يبحث أيضًا جانب الأرق عند الأطفال ، فمعروف طبيًا أن الأرق هو نوع من اضطرابات النوم والذي يمكن أن يحدث للأطفال الصغار والمراهقين، ويحدث معه صعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكرا جدا أو تقطع النوم خلال فترة الليل، فكل جهاز في جسم الإنسان يحتاج للنوم العميق أثناء الليل فخلال هذه الفترة تتم إعادة شحن الجسم والدماغ، وإعادة ضبط الجهاز المناعي والجهاز الهضمي، كما تفرز الهرمونات بما في ذلك هرمون النمو.

الصرع عند الأطفال

ومن المواضيع التي يبحثها الملتقى مستجدات الصرع عند الأطفال ، فمعروف أن الصرع حالة دماغية تسبب نوبات متكررة، والنوبات هي من الأعراض العصبية ناتجة عن تغيرات في النشاط الكهربائي للدماغ ، والأطفال الذين يعانون من أنواع معينة من الصرع معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمشاكل التعلم وضعف التحصيل العلمي ، ويعد التشخيص المناسب وخطة العلاج مهمين لمساعدة الأطفال على تجاوز الصعوبات المحتملة الناجمة عن الصرع.

الأطفال والسعال المزمن

وتتطرق أحدى المحاضرات إلى جانب السعال المزمن عند الأطفال ، إذ يعتبر

السعال المزمن من أبرز المشاكل الصحية التي يعاني منها الأطفال ، وتوجد عدة أسباب للإصابة بالسعال المزمن عند الأطفال يتم تحديدها بالتشخيص الطبي

ومنها الإصابة بعدوى فيروسية ، السعال الديكي ، الربو ، تسييل أنفي ، التهاب الجيوب الأنفية ، السعال الارتجالي ، التهاب القصبات الهوائية المزمن ، وانسداد مجرى الهواء.

الكساح وفيتامين D

وأوضح البروفيسور الأغا أن الملتقى يناقش أيضًا موضوع الكساح عند الأطفال ودور فيتامين D ، فالكساح من الأمراض الشائعة عند الاطفال وهو عبارة عن تليين العظام وضعفها عند الأطفال، وعادة بسبب النقص الحاد والمطول لفيتامين D ، كما يمكن أن تسبب مشاكل وراثية نادرة كساح الأطفال، فجسم الأطفال يحتاج إلى فيتامين D لامتصاص الكالسيوم والفوسفور من الطعام، ويمكن أن يحدث الكساح إذا لم يحصل جسم الطفل على ما يكفي من فيتامين D أو إذا كان جسمه يعاني من مشاكل في استخدام فيتامين D بشكل صحيح، و في بعض الأحيان ، قد يؤدي عدم الحصول على ما يكفي من الكالسيوم أو نقص الكالسيوم وفيتامين D إلى الإصابة بالكساح.

توصيات تثري الساحة

وينهي البروفيسور الأغا حديثه بالقول : إن الملتقى يبحث أيضًا العديد من المواضيع الهامة بصحة الأطفال سواء في جانب الجراحة أو الأدوية العلاجية ، داعيًا أن يخرج الملتقى بتوصيات عديدة تثري الساحة الطبية في مجال طب الأطفال ، مما ينعكس أثره إيجابًا في خدمة الأطفال المرضى والاهتمام والاعتناء بصحتهم .