برعاية نائب أمير منطقة الرياض

سهام المالكي

رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض حفل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمناسبة يوم ( تأسيس) الدولة السعودية عام 1727م ، مساء اليوم الأربعاء ٢٢ رجب ١٤٤٣هـ ،في بهو الجامعة ، وكان في استقبال سموه معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري وعدد من مسؤولي الجامعة ، وبدأ الحفل بالسلام الملكي ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم ، تلاها عرض فيلم مرئي يحكي تاريخ التأسيس، وبعدها ألقيت قصيدة وطنية بهذه المناسبة ، وأكد معالي رئيس الجامعة في كلمته ، اننا نحتفي بذكرى بدايةِ صناعةِ التاريخ ، وانطلاقِ ملحمةِ البناءِ والتأسيسِ وإرساءِ دعائمِ الأمن والاستقرار، لدولة راسخة الجذور عظيمةِ الكيان ، وأضاف بأن الأممَ والدولَ العظيمةَ والفريدة تعنى بتاريخها وتصونه وتحافظ على مكتسباته وإنجازاته ، وتحتفي بمناسباته وتحولاته ؛ فما بالكم بدولةٍ هي مهبطُ الرسالاتِ، وأرضُ المقدساتِ ومهدُ الحضاراتِ ، أرضُ الوحدةِ والأمان، والتاريخِ والحضارةِ، والأصالةِ والعراقةِ، والتنميةِ والمستقبل.
وأوضح معاليه إن يوم التأسيس يعد من أهم الأحداث في تاريخِ وطننا في العصرِ الحديثِ، الذي يؤكدُ عراقةَ هذا الوطنِ الشامخِ، وعمقه التاريخيِ والحضاري، وأصالته الممتدةَ لثلاثةِ قرون، كما يجسد الوفاءَ من الأحفادِ للأجداد، ومن الملوكِ للأئمةِ المؤسسين.
وأشار إلى أن القرارَ الملكيَّ الكريمَ من مولاي خادمِ الحرمينِ الشريفين، الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز آل سعود، القاضي بأن يكونَ اليومَ الثاني والعشرونَ من فبراير كل عامٍ يوماً للتأسيس لم يصدرُ من ملكٍ وقائدٍ استثنائيٍّ فحسبْ، بل هو صادرٌ ممن يعشقُ التاريخَ، ويعي تفاصيله، ويفهمُ أبعاده ، ويعرفُ مساراته، ويدركُ أهميةَ الاستثمارِ في التاريخِ ليسَ في تجربتهِ وأحداثهِ فحسبْ، وإنما في طاقاته التي تنبعثُ منها القيمُ والأصالةُ، والشموخُ والاعتزازُ، والفكرُ والمشاعرُ، والتراثُ والهويةُ، وهي ركائزُ تتطلبُ منا المحافظةَ على المكتسباتِ، وصيانةِ الإنجازاتِ، والسعيَ إلى تحقيقِ التطلعاتِ والنجاحاتِ والتمكين.
وبين معاليه إن عامَ 1727م يمثلُ يومَ التأسيسِ – يومَ بدينا – حيثُ كانتِ الجزيرةُ العربيةُ قبلَ هذا التاريخِ لما يقارب ألفَ سنةٍ تعاني من التفككِ والفوضى، والصراعاتِ وفقدانِ الأمنِ، ومنذُ ذلكَ التاريخُ بدأَ الإمامُ محمدُ بن سعود – رحمه الله – خطواتِ التأسيس، ولبناتِ البناءِ؛ بتحقيقِ الاستقرارِ والوحدةِ والازدهارِ، وانتشارِ الثقافة والعلوم ، ثم جددَ دورها الثاني الإمامُ تركي بن عبدالله – رحمه الله – سنة 1824م ، وجددَ دورها الثالث الملكُ الموحدُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – سنة 1902م ، وفي هذا العامِ صدرَ الأمرُ الملكيُّ الكريمُ أن يكون يومُ التأسيسِ الممتدِ لثلاثةِ قرونٍ ذكرى وطنيةً، تتجددُ كل عامٍ امتدادًا أصيلاً لماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، نستفيدُ منها ومن معانيها ودلالتها ما نربطُ بها ماضينا التليدُ بحاضرنا المجيدِ، ونستثمرُ فيها ذكرى التأسيسِ لوطنٍ عظيمٍ، وقيادةٍ حكيمةٍ، وتاريخٍ مشرفٍ، وشعبٍ وفيٍّ، كما نستلهمُ منها معاني الفخرَ والبطولاتِ والتضحياتِ لتحفيزَ أبناء هذا الوطنِ الغالي نحو العطاءِ والمعالي ، وصونِ المكتسباتِ، وتحقيق الطموحاتِ والإنجازاتِ .
وتابع معاليه في كلمته إننا حينما نقولُ : ثلاثةَ قرونٍ من يومِ التأسيسِ حتى هذا اليومِ لا نذكرُ رقماً زمنياً فحسبْ، بل نستذكرُ رصيداً حافلاً بالإنجازاتِ، زاخراً بالملاحمِ والتضحياتِ، مفعماً بالأمجاد والبطولات من أئمةِ البلادِ وملوكِها وقادتها ، نحو كتابةِ التاريخِ، وتحقيقِ المستحيلِ، وصناعةِ الأمجادِ، وإرساءِ الأمن والوحدة ، وملاحمَ أخرى في البناءِ والتعليمِ والتنميةِ نحو رؤيةٍ – بل رؤى – المستقبلِ القادمةِ، من خلالِ وراثةِ البناءِ المتراكمِ، والتحولاتِ التاريخيةِ بينَ الأجيالِ، التي نعيشُ نماذجَ تاريخيةً عالميةً منها في عهدِ ملكِ العزمِ والحزمِ، وولي عهدِ الرؤيةِ والإنجازِ.
وأبان معاليه إلى إن كل أفرادِ هذا الوطنِ ومؤسساتهِ يحتفلونَ ويفرحونَ بهذه الذكرى المهمةِ والعظيمةِ، غيرَ أنَّ جامعةَ الإمامِ محمدٍ بنِ سعودٍ الإسلاميةِ – وخريجيها ومنسوبيها – كافةً في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وخارجها لهم فرحةٌ واحتفاليةٌ خاصةٌ؛ فهذه الجامعةُ العريقةُ تتشرفُ بحملِ اسمِ المؤسسِ، وهو يمثلُ رمزيةً ومعانيَ وقيماً ومفاخرَ لا تنتهي ، وفي الوقتِ نفسهِ يرسخُ مسؤوليةً عظيمةً نحوَ العملِ الدؤوبِ والمضاعفِ والإنجازِ الفريدِ والمتميزِ ومحاكاة الملاحمِ.
واقترح معاليه عن إعلان إنشاء مركز لبحوث ودراسات التأسيس يعني بكل المجالات التي شهدتها مراحل التأسيس الأولى لبلادنا الغالية ليكون مرجعا للباحثين والدارسين والمهتمين بتراثنا الحضاري والثقافي والنشأة الاولى لهذه الدولة المباركة.
وفي الختام رفع معالي رئيس الجامعة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وسمو سيدي ولي العهد الامين بإسمه ونيابةً عن منسوبي جامعة الإمام، أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذا اليوم الخالد في بناء دولتنا المباركة يوم التأسيس المجيد. سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ وطننا وولاة أمرنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والنماء.ِ
واختتم الحفل بالعرضة السعودية صاحبها أوبريت وطني .