عايض الحارثي

حققت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة إنجازًا عالميًا رفيع المستوى بحصولها على جائزة الجهة الحكومية الأفضل في قطاع المياه للعام ٢٠٢1م حول العالم، وذلك من خلال مشاركتها في مؤتمر “قمة المياه العالمية” والذي عقد فعالياته في العاصمة الإسبانية مدريد خلال الفترة (16 -18) مايو الجاري.

وجاء حصول المملكة على الجائزة نظير جهودها في اعتماد الاستراتيجية الوطنية للمياه، وإعادة هيكلة القطاع وإصدار نظام المياه الجديد، وتكامل الأدوار بين الشركاء، والإدارة المتكاملة، والحلول التمويلية المبتكرة، وإشراك القطاع الخاص، حيث تسلم الجائزة كلًا من وكيل الوزارة للمياه الدكتور عبد العزيز الشيباني، ووكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية والتخصيص الأستاذ عبد الرحمن الزغيبي.

وتقدّم ” جلوبال ووتر انتيليجنس” “Global Water Intelligence” جوائز المياه العالمية في منتدى “قمة المياه العالمية” سنويًا منذ عام 2006م، حيث يعد أحد المنتديات الهامة في صناعة المياه في كافة أنحاء العالم، فيما تمثل الجائزة اعترافًا وتقديرًا لأهم الإنجازات في صناعة المياه الدولية ضمن فئات عدة في قطاعات المياه والصرف الصحي، وتحلية المياه التي تدفع الصناعة إلى الأمام من خلال تحسين الأداء التشغيلي، واعتماد التقنيات المبتكرة، والنماذج المالية المستدامة.

وتمنح جوائز المنتدى في عدة مجالات تعد الأفضل حول العالم لشركة مياه، وشركة تحلية، وشركة تقنيات مياه، وشركة تقنية متطورة، وأفضل جهة حكومية للمياه، ومحطة تحلية، ومشروع مياه، ومشروع صناعي، ومشروع المياه الذكية، وجائزة قادة المياه، وجائزة الشركات التي جعلت صافي الكربون صفرًا.

وتأتي مشاركة المملكة في مؤتمر القمة العالمية للمياه بإسبانيا؛ لتبادل المعرفة والأفكار والاتجاهات الحديثة في قطاع المياه بين المؤثرين الرئيسيين في المجال من مسؤولين وخبراء ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم لقطاع المياه، وبمشاركة عدد من الدول والمؤسسات والأفراد الذين يمثلون قادة قطاعات المياه حول العالم.

ومن خلال أعمال المؤتمر، استعرض مسؤولو قطاع المياه بالمملكة مبادراته، وحلوله النوعية الداعمة لمسيرة الابتكار والتطوير في صناعة المياه، كما تم إثراء محاور القمة الهادفة للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، وضمان استدامة وموثوقية موارد المياه العذبة في العالم، والحد من تأثير تغير المناخ، وإعادة صياغة التوجهات المستقبلية بزيادة فرص العمل، والنمو في قطاع المياه وفق مستهدفات رؤية 2030.

وتضمنت جلسات المؤتمر نقاشات موسّعة حول أفضل الممارسات العالمية؛ لضمان كفاءة استخدام المياه، وأحدث الطرق لتحلية المياه وإعادة استخدامها، ودور الذكاء الاصطناعي في استدامة قطاع المياه، والجيل القادم من تقنيات المياه في الصناعة، وكيفية تسريع إعادة الاستخدام غير المباشر لمياه الشرب بما يسهم في تحقيق الأمن المائي العالمي.

واشتمل اليوم الثاني للمؤتمر على جلسة خاصة عن قطاع المياه في المملكة تم من خلالها عرض مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للمياه المتعلقة بهيكلة القطاع والتحول للتشغيل التجاري، والحلول التمويلية المبتكرة، وخطط التحول في القطاع، وما تم تحقيقه حتى الأن، والمشاريع المستقبلية لتحقيق هذه المستهدفات، شارك فيها وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة بوكالة الشؤون الاقتصادية والتخصيص، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والشركة السعودية لشراكات المياه، وشركة نقل وتقنيات المياه، وشركة المياه الوطنية.

وتضمن المؤتمر العديد من اللقاءات والحوارات مع صنّاع القرار، والمختصين العالميين في قطاع المياه؛ لتوحيد ودعم تكامل الجهود التي من شأنها تطوير التقنيات والتسويق لها عبر ضخ مزيد من المبادرات والاستثمارات الذكية.