مريم مباركي

انطلقت اليوم (الاثنين) أعمال مؤتمر (الابتكار يقود تحلية المياه)، الذي تنظمه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالشراكة مع منظمة التحلية العالمية (IDA) في مدينة جدة، برعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ومشاركة خبراء وباحثين ومبتكرين محليين وعالميين من عشرين دولة، يناقشون التطورات والابتكارات الحديثة في مجال تحلية المياه، والخبرات المعرفية والتقنيات المبتكرة الواعدة لتطوير صناعة التحلية، بما فيها الابتكارات البيئية وتعدين البحار واستخلاص المعادن الثمينة من المحلول الملحي الناتج عن منظومات التحلية، وتوظيف حلول الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.

ويُعدّ المؤتمر بمثابة منصة عالمية تجمع أكثر من 120 خبيراً وعالماً ومستثمراً ونحو 30 من المنظمات الرائدة عالمياً في مجال تحلية المياه، كما يوفر فرصة مهمة لمناقشة أحدث الإنجازات والابتكارات في صناعة التحلية، لتصميم خارطة طريق لمستقبل أكثر استدامة لقطاعات المياه على مستوى العالم.

استهلت الأمين العام للمؤسسة الدولية لتحلية المياه السيدة شانون مكارثي، ومدير معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية الدكتور أحمد صالح العمودي، جلسة الافتتاح بالترحيب بالمشاركين واستعراض أهداف المؤتمر بتسليط الضوء على أهمية الابتكار ودوره في تطوير صناعة التحلية وتقنياتها.

وناقش المشاركون في جلسات اليوم الأول، أثر الابتكار في المعالجة الأولية لتحلية مياه البحر، وسبل تمكين البحث والابتكار من تطوير تقنيات التحلية، حيث قدمت الأمين العام للجمعية الأوروبية لتحلية المياه الدكتورة ميريام بلابان عرضاً تقديمياً بعنوان (معالم الابتكار في تحلية المياه)، تلاهُ عرضاً لمساعد الرئيس التنفيذي لمجلس المرافق العامة في سنغافورة السيد برنارد كوة، تناول التجربة السنغافورية في صناعة التحلية تحت عنوان (رحلة سنغافورة في تحلية المياه).

واستعرض كل من نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور السيد توماس ألتمان وأستاذ جامعة كيونغنام الدكتور سونغ هيون، عدد من الأفكار والمبادرات خلال جلسة (تخفيض التكلفة والطاقة لتحلية المياه)، تلتها جلسة بعنوان (فعالية أغشية السيراميك (UF) كمعالجة أولية لأغشية التناضح العكسي في تواس سبرينغ، سنغافورة) قدمها السيد آتمان شا، بالإضافة لعقد ورشتي عمل بعنوان (تمكين البحث والابتكار في المعامل العلمية) ترأسها الدكتور محمد النمازي، و(نظام التنظيف المكاني (CIP) للمرشحات الخرطوشية في منظومة إنتاج رأس الخير) من تقديم المهندس عبدالرحمن أبو طالب.

وتناول الدكتور هاري بولمان موضوع المعالجة الأولية لمياه البحر من أجل التحكم في التلوث الحيوي في منظومات أغشية التناضح العكسي عبر جلسة عنوانها (الابتكار في المعالجة الأولية لتحلية مياه البحر)، وجاء عرض الدكتور عبدالرحمن حبيب نائب مدير البحوث في المركز الوطني للذكاء الاصطناعي (NCAI) في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بعنوان (الابتكار: تحقيق المستقبل، اليوم).

وقدم الدكتور شنغ لي جلسة (النظام الهجين للترشيح الفائق (UF) – التناضح الأمامي (FO) – التقطير الغشائي (MD) الذي يسمح بإعادة تدوير الموارد من مياه الصرف الصحي باستخدام محلول أغشية التناضح العكسي، فيما ناقشت جلسة برئاسة بورخا بلانكو والدكتور سيوونغ وون أهم التطورات والابتكارات في علوم وتكنولوجيا أغشية التناضح العكسي. ومن ثمَ جلسة بعنوان (أغشية مركب الغشاء الرقيق بالتناضح العكسي المقاومة للتلوث الحيوي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية الفراغي) من تقديم الدكتورة روي شلبي.

فيما واصل المؤتمر جلساته المسائية، بورقة قدمها السيد عبدالسلام الحديدي عرضت (مفهوم جديد للتحلل الكهربائي الخالي من الملح)، وتطرق كلٌ من المھندس نیكولاي فوتشكوف والسید كریستوس تشارسیادیس لضرورة وأهمية (رقمنة تحلية المياه)، أعقبها تقديم المهندس خالد السيف جلسة بعنوان (نظام دعم تشخيص تعاوني لوحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة لمحطة تحلية المياه)، وأعقب ذلك ورقة للدكتور ألكسندر فوجليسانغ بعنوان (التوأم الرقمي لمحطة تحلية مياه البحر بطريقة مبتكرة ومنخفضة الطاقة وأكثر استدامة تحت سطح البحر).

واختتم المؤتمر أعمال اليوم الأول بجلسة (تطبيق نماذج رياضية على محركات السرعة المتغيرة ذات الجهد المتوسط) التي قدمها السيدان جوايل ألفيس وأدريانو دياس، وخلُص المشاركون إلى أهمية صياغة مستقبل مزدهر لصناعة تحلية المياه لتلبية الاحتياجات المتنامية يومًا بعد يوم في كل من القطاعات البلدية والصناعية على مستوى العالم، بتمكين الابتكار والعلوم المتقدمة.
يُذكر أن فعاليات المؤتمر ستستمر خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، لوضع تصور لمواجهة التحديات المتعلقة بالتأثير البيئي لعمليات تحلية المياه من خلال ابتكار تقنيات جديدة تُسهم في خفض استهلاك الطاقة وتُعزز الاعتماد على الاستخدامات المتنوعة لمصادر الطاقة المتجددة.