"نحو بناء إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي"

حسن الشمهاني

 

 

 شارك الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي في ندوة البرلمان العربي “نحو بناء إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي”.

وافتتح الندوة بكلمة ترحيبية رحب فيها بمعالي السيد أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وأصحاب المعالي والسعادة الحضور الكريم ، مقدراً مشاركتهم في أعمال هذه الندوة الهامة التي يتشرف البرلمان العربي بتنظيمها؛ استشعاراً لمسؤوليتنا كممثلين عن الشعب العربي، وإدراكاً منا للتحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا العربية، والمستجدات الخطيرة التي تستدعي وجود استراتيجية عربية موحدة للتصدي للمطامع الإستعمارية والأعمال العدوانية للدول الإقليمية، والتي وصلت إلى دعم وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضرب منشآت اقتصادية حيوية داخل الدول العربية وسفن تجارية مدنية في المياه الإقليمية للدول العربية، بهدف زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة العربية، وتنامي الإرهاب والتطرف العنيف وتمدد الجماعات الإرهابية وتكوين الميليشيات المسلحة داخل الدول العربية والتي فاق خطرها كل حد، وتداعيات كل ذلك على الأمن القومي العربي ووحدة المجتمعات العربية.

وأكد في كلمته إننا نقف اليوم أمام مرحلة دقيقة من تاريخ أمتنا العربية، تستوجب التحرر من التبعية الطائفية والمذهبية والفكرية للدول الإقليمية والتي وصل تدخلها السافر في الشؤون العربية لدرجة غير مسبوقة، من خلال الإحتلال المباشر للأراضي العربية وفرض سياساتها ومواقفها وتوجهاتها الفكرية والطائفية على الدول والمجتمعات العربية. لقد غاب المشروع العربي في مقابل تنامي المشاريع العدوانية للدول الإقليمية والأجنبية. 

وشّدد “السلمي” إننا بحاجة ماسة إلى مشروع عربي يصون الثوابت العربية ويدافع عن السيادة العربية ويحافظ على الأمن القومي العربي ويتصدى للتدخلات الإقليمية والأجنبية في الشؤون العربية. ولعل أحد أهم تجليات المشروع العربي بلورة إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي العربي.

وأوضح “السلمي” أن عقد البرلمان العربي لهذه الندوة الهامة يأتي كأحد أهم توصيات “الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات”، التي أعدها البرلمان العربي من خلال نخبة من القيادات العربية رفيعة المستوى وناقشها واعتمدها في جلسة البرلمان العربي التي انعقدت في شهر فبراير الماضي، لتوحد المواقف والجهود العربية، التي تقف سداً منيعاً لإفشال مشاريع التخريب والتدمير والفتنة التي تستهدف نشر الفوضى وغياب الأمن داخل الدول العربية وإذكاء نار الخلافات البينية بين الدول العربية وبين أبناء المجتمع الواحد.

 

كما نهوه إلى أن التطورات الأمنية الخطيرة التي شهدتها منطقة الخليج العربي مؤخراً، والتي تمثلت في القيام بعمليات إرهابية استهدفت محطتي ضخ نفط في المملكة العربية السعودية بهدف تهديد إمدادات الطاقة العالمية والتأثير على أسعارها، واستهداف سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وخليج عُمان لتعطيل طرق الملاحة الدولية في خليج عُمان والخليج العربي، والتي استدعت عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية بمكة المكرمة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تستوجب موقف عربي ودولي حازم للتصدي للأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية المدعومة من بعض الدول الإقليمية ومحاسبتها وتجريمها طبقاً للقانون الدولي. إن هذه التطورات تؤكد أهمية وجود استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات الخطيرة من دول الجوار الجغرافي، هدفها حفظ أوطاننا، والتصدي للتدخلات الخارجية والإقليمية في شؤوننا العربية، وصيانة أمننا القومي العربي الذي هو جزء لا يتجزأ من المحيط إلى الخليج، وتقديم الحلول الناجعة بما يضمن عدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والمساس بسيادتها واستهداف أمنها والتعرض لمصالحها.

ويهدف البرلمان العربي من تنظيم هذه الندوة الهامة التي يشارك فيها نخبة عربية بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وحضور رؤساء لجان الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء أقسام العلوم السياسية في عدد من الجامعات العربية، وتقديم أوراق عمل ورؤي، لبلورة الأسس والأهداف والأحكام “للإستراتيجية العربية للتعامل مع دول الجوار الجغرافي”، من أجل بناء موقف عربي موحد للتعامل مع دول الجوار الجغرافي.

وأعرب رئيس البرلمان العربي في ختام كلمته عن خالص الشكر والتقدير لأصحاب المعالي والسعادة على الحضور والمشاركة في هذه الندوة الهامة، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ أمتنا العربية عزيزةً وشامخةً وآمنةً.