سليمان البلادي

كان في انتظارنا كزهرةٍ باسمة تقتسم المسافات بيننا.
كان في استقبالنا يقسم حلوى العيد.
اجتمعنا حوله،ودنونا منه،فحدثنا عن الحب،الجمال،الفضيلة،الحياة.
حدثنا عن الحب قائلاً:
الحب سكنٌ وسكينة.
الحب رحمٌ خالدٌ للإنسانية جمعاء.
وعلى الإنسان أن يصوغ فرحه الخاص بينما هو يتدلى في أرجوحة الأيام.
الحب يجعلنا نغني للنوافذ،للعابرين،للفراشات الحكايات التي لا تمل إشراقة الفجر البهية.
ثم طار بنا نحو آفاق الثقافة؛ليذكرنا بأن المفردات تعيد تشكيل نفسها،تحاول أن تكتب نفسها بصورةٍ جديدة.
المفردات قد تلبس عباءة الزهد،كما أنها تنفذ منها لترتدي زينةً تسر الناظرين.
فهي مخاتلة؛قد تصوم عيداً،وتشدو نسكاً ووعظاً في زمانٍ غير زمانها،ومكانٍ ليس بمكانها.
وأوصانا:
ضعوا المفردات في سياقها،ولا تحرفوا الكلم عن مواضعه.
حضوره النخبوي في المقام وسط حشدٍ شعبوي بمثابة رسالة رمزية للمفكرين أن يصافحوا من يلقونهم في طرقاتهم،أن يمدوا أيديهم إليهم بباقات مزهرات.
تحدث النخبوي؛فعبر همسه نوافذ المكان،وأبواب المدينة.
تحدث؛فكانت البسمة معلقة في ثيابه،وحروف كلماته أمستْ غيمةً تهمي باسمه.
وقبل أن ينفضَّ سامرنا،جمع نجوم كلماته قبل أن تنام؛لتصافح صباحاتنا قائلةً:
إنَّ صاحبكم أول اسمه سعيٌّ،وآخره عيد؛فاسعوا إلى عيدكم؛لعلكم تعشقون.