بقلم / حسن بن محمد العبسي

مضيت في طريقي وأنا أتشوف إلى عالم من الصفاء والنقاء، فلقيت عجوزا شمطاء عليها من الحلي والزينة، وألوان شتى من أصناف البهرج، فبادرتني بكلام معسول، يسلب اللب والعقول، ورسمت لي طريقا مفروشا بالورود، آمال عريضة، وأحلام جميلة، فسرت خلفها كالحمل الوديع، لا ألوي على شيء، تبيع الأماني، ورسخت في قناعاتي أن لي عمر نوح عليه السلام وكنوز قارون، وملأت نفسي بداء الطمع والجشع والأنانية، فقطعت الأرحام، وخاصمت الجيران، وظلمت القريب والبعيد، وظللت أسير في ذلك الطريق الذي ظاهره الرحمة وحقيقته من قبله العذاب، وشارفت شمس العمر على المغيب، وأنا سادر في الغي، ألهث وراء سراب خادع، وأرض حقيقتها بلاقع، ثم ظهرت شمس الحقيقة الساطعة الناصعة، ولكن بعد أن وقع الفأس في الرأس، الشباب ذبلت زهرته، والمشيب أقبل بضعفه وحسرته. تبين لي بعد فوات الأوان، أنني كنت أسير خلف تلك الماكرة، والساحرة، والمخادعة، تلك المرأة الحيزبون إنها ياسادة ياكرام (الدنيا) متاع الغرور ودار العبور . اللهم أحسن ختامنا ويمن كتابنا واختم بالصالحات أعمالنا.