بقلم/أصايل غابي

تأملت أن السفر قطعة من العذاب توقعت فقط مسافة الطريق وحدها هي العذاب ….

لم أعلم ما كان يخفي لي السفر ….فوجدت العذاب في شوق مدينتي وحنيني لهواء قريتي ولهفتي لرؤية العائلة، وجدت في غربتي قلة الحيلة في أن يتعب أحد أفراد العائلة ولا حيلة لك أن تراه.

فجر قريتي، ونسيم مزرعتنا، ورائحة خبز أمي، وتجمعات عائلتي في بيت جدتي، وضجيج الصغار حولنا وضجرنا من إزعاجهم كلها تجتاج قلبي حنين لها ..

بين هدوء غربتي وزوايا شقتي المغلقة وشوارع وأماكن وأناس يكاد اعتاد عليها هي بحد ذاته عذاب 

كل شي هنا بات مختلفا…ولكن بقدر ما استطيع سأتجاوز كل هذا، رغم مرارة وقسوة الغربة أحاول جاهدا أن أكون مسرورا هنا …

أيقنت جيدًا مدى حبي لروح وبساطة القرية لم أتوقع أن ابتعادي عن قريتي سيسبب لي فراغًا كبيرا في قلبي رغم ازدحام المدينة التي أسكنها هنا.

لا الشوارع ولا أصوات القطارات ولا ازدحام الشوارع أنستني صباح قريتي وأشجار أبي وأصوات العصافير لا أحد يشعر بمرارة أن تسكن في ظل بساطة الطبيعة إلى غربة ومدينة يختلف نسيمها عن نسيم الطبيعة ..

كلما جاء صباحي وأنا في غربتي أفتح النوافذ على أمل أن أرى أو أسمع الطيور لا أصوات طيور سوى أصوات السيارات …لا أحد يشعر بهذا الحنين سوى من عاش على الطبيعة.

ولكنها الحياة ومثابرة الوصول إلى النجاح سنحاول جاهدين بأن تكون هذه الغربة تحديًا للوصول إلى أمنياتنا .لا معنى للحياة دون أن تكون لها أهداف مغتربون من أجل أحلامنا