بقلم / سلطان مديش بجوي

نستذكر الأيام والأشهر والسنين ،وتخطفنا الذاكرة سريعاً صوب ماضٍ قريب بعيد قريب من القلب بعيد في الزمن !

حقبة مضت وأيام انقضت تعلمنا فيها الكثير وأدركنا معها ما اعتقدناه يكفينا لتجاوز كل ما يصادفنا في الحياة ،

تربينا بين والدين نراهم يكافحون الحياة ولا نشعر بمعاناتهم ،نستمتع في ظلهما بكل ما نريد ،وإن شح الموجود الا أننا نشعر بكفاية، طلباتنا تستجاب وتُوَفر ! لعل الأمان الذي كنا نعيشه تحت وصاية أبٍ وأم لم يألوانِ جهداً في أن يكونا مصدر طمأنينة هو ما يمنحنا كل ذلك الشعور وتلك الثقة بأن لا شيئ سيهزمنا ، تعلمنا أن الحياة رغم قساوتها إلا أنها تنتهي باجتماع عائلي مصغر غير مخطط له مع غروب شمس كل نهار! سرائر متقابلة في غرفة واحدة !

أو خارج باب تلك الغرفة وضمن دارة بلا حيطان أو مخارج ومداخل معتبرة ،نمسي أنقياء ونصبح سعداء ،إبتسامات بلا سبب مع الشروق نتبادلها دون دون عناء بمجرد أن ينظر أحدنا في وجه الآخر ، تعلمنا معنى الأخوة أدركنا أن الكل شخصٍ واحد إخوة وأخوات بقلبٍ واحد رغم اختلافات الميول وتباين التصرفات إلا أن الجميع يدرك أنهم واحد أمام قساوة الأيام !

تغيرت الأحوال توفي الوالدين،

 ذهب الجميع رغم أنهم معاً ،قلوبهم لا زالت تنبض بالحنين وتستشعر معنى الأخوة أخذتها الأيام بعيداً لتَظهر الميول ويستشعر كل واحدٍ من تلك المجموعة

 أن لكل زمان همومه التي لابد أن يعاركها أو يصارعها بمفرده فرضت عليه فاستوجب عليه أن يكون قاسياً بقدر استطاعته ليؤمن لنفسه أماناً كان يشعر به دون قتال!!

إختلفت الأحوال ياساده ،وقست الدنيا على مالكيها خلاف مملوكيها نشعر مع إشراقة كل يوم جديد أنك مقبل على حرب مفروضة ! حرب مشاعر وحرب شعور أحاسيس فقدت وأكاذيب نشرت وخرافات صُدقت وأصبحت الحياة رغم سهولتها صعبة لدرجة أنها لا تُطاق روتين ممل وأعمال أثقلت الكواهل وأقلقت التفكير

الشرح يطول (والشَّق أَكبر مِنْ الرِّقْعَة)

ويبقى السؤال أين كنا وأين أصبحنا ؟

ولانقول سوى الحمدلله.