ماهر عبدالوهاب

 

 

 

 

أنطلق يوم الأحد الفائت محاضرة بعنوان “الجرائم الالكترونية ودور الاسرة” تنظيم مكتبة الطفل بإدارة خدمات المكتبات المتخصصة بقطاع المكتبات.

قدم المحاضرة سعادة المستشار الدكتور محمود شعبان حسن؛ المحامي بالنقض والإدارية الدستورية رئيس مجلس سفراء البورد الأوروبي للسلام والتسامح والتنمية المستدامة، والأستاذ عبد المقصود فرحات الخبير الاستشاري بمحكمة الإسكندرية، والأستاذة إسراء شكري، المحامي بالاستئناف العالي وأخصائي الصحة النفسية.

في البداية قُدم عرض مسرحي يوضح دور الاسرة وانشغالها عن الابناء والطرق التي يستخدمها المبتزون وقد يحدث الابتزاز نتيجة اختراق أو قرصنة للهاتف أو للكمبيوتر الخاص بالشخص، أو حتى استغلال صور عادية والتلاعب فيها من خلال البرامج الحديثة في المونتاج والجرافيك ليظهر ذلك الشخص في شكل مخزي وفاضح، واستغلال هذا للضغط على الضحية وابتزازها.

وسلطت المحاضرة الضوء على طرق استخدام الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية، وضرورة تعريف الجمهور بها ليتخذوا كافة سبل الحماية منها، كما أكد الدكتور محمود شعبان وجود عدة طرق للتواصل وطلب المساعدة في حال التعرض لأي إبتزاز إلكتروني، مع التأكيد على سرية المعلومات.

وقال “د. محمود شعبان” أن الجريمة المعلوماتية سلوك غير قانوني يتم باستخدام الأجهزة الإلكترونية، ينتج عنها حصول المجرم على فوائد مادية أو معنوية مع تحميل الضحية خسارة مقابلة وغالبا ما يكون هدف هذه الجرائم هو القرصنة من أجل سرقة أو إتلاف المعلومات.
وكذلك تنص المادة 27 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على أنه:” يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أنشا أو أدار أو استخدم موقعًا أو حسابًا خاصًّا على شبكة معلوماتية يهدف إلى ارتكاب أو تسهيل ارتكاب جريمة معاقب عليها قانونيًّا.
واضاف اهمية دور الاسرة في رعاية الطفل والاهتمام بتربية الطفل وأن انشغال الأهل نظرًا للتطور السريع، وعدم الاستعداد الجيد لتربية الأبناء من خلال معرفة بعض الأساليب البسيطة التي تساعد في التربية وتجنب بعض الأخطاء، كما أن للأسرة دورًا تربويًا مهمًا؛ فهي الخلية الأولى في البناء الاجتماعي، حيث يكتسب الإنسان معارفه و خبراته و سلوكياته من الأسرة، من خلال ما يتعرض له من مؤثرات تربوية إيجابية أو سلبية. فيولد الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يراه من البيئة المحيطة من أقوال وأفعال.
تلعب الأم دورًا مهمًا في تربية أبنائها من خلال بناء جو أسري هادئ ومستقر ومترابط، بمساعدة الأب بالطبع؛ مما يدعم نموهم وتطورهم في كافة الجوانب؛ الجسدية والنفسية والعلمية والاجتماعية والعاطفية، بالبيئة الأسرية الملائمة تساعد على نمو الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته على عكس البيئة الأسرية المتزعزة والملئية بالمشاكل والنزاعات بين الوالدين. وأن انشغال الأب عن تربية الأبناء، واقتصار دوره على توفير المال. ما يخلق فجوة بين الأبناء والآباء.

وقال الأستاذ عبد المقصود فرحات الخبير الاستشاري بمحكمة الإسكندرية أن الجرائم الإلكترونية قد تنال من العلاقات الأسرية وتكون سببا في نشأة الخلافات بين أفراد الأسرة مما يؤدي إلى التفكك الأسري، وذلك بسبب الكثير من النتائج التي تُسببها تلك الجرائم كالتّشهير ببعض الأفراد ونشر الأخبار الكاذبة وسرقة الملفات الخاصة بالأفراد ونشرها في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

ومن ناحيتها قالت الاستاذة إسراء شكري، المحامي بالاستئناف العالي وأخصائي الصحة النفسية: ” أن دور العائلة في الحفاظ على التوازن في علاقة الأطفال بالتقنيات الحديثة واستخدامهم لها، مضيفة: «إذا كانت هناك مشاركة من الأبوين في أي نشاط مع أطفالهما، فهذا يتيح للوالدين أن يحددا فترة استخدام الطفل للأجهزة الذكية. بالمختصر العب مع طفلك، وشاركه نشاطاته، ودائماً يجب أن تكون قدوة له، كما يجب على الوالدين تحقيق التنوع في النشاطات الترفيهية التي يمارسها الأبناء، وهو ما يساعد في تحديد وتقليل وقت استخدام الأجهزة الذكية، لمصلحة ممارسة أنشطة أخرى، مثل اللعب والمشي والركض، وممارسة الرياضة بشكل عام».
وختمت تعليقها قائلة: «للأسف في وقتنا هذا معظم أفراد العائلة يعيش كل منهم في عالمه الخاص داخل فقاعة، حتى مع وجودهم في البيت نفسه، لذلك يجب على الآباء أولاً الخروج من الفقاعة، والعيش بحياة وأسلوب صحي، لأن الطفل هو انعكاس لبقية أهل البيت».