زهراء دغاس

رغم علامات التحضر والإرتقاء الذي عرفته بلادنا مؤخراً من خلال الإنتشار الواسع للمراكز التجارية الكبرى مازالت الأسواق الشعبية في منطقة جازان تحافظ على مكانتها ونكهتها الخاصة التي عرفناها منذ قديم الزمن .

حيثُ تُعد الأسواق الأسبوعية الشعبية التي يرتبط كل منها بيوم محدد من أيام الأسبوع من أبرز معالم منطقة جازان لما تمثلة من ظاهرة اجتماعية فريدة من نوعها إذ يتجمع فيها الباعة والمشترون من جميع محافظات المنطقة والمناطق المجاورة .

وفي الأسواق الشعبية يقف الزائر أمام التاريخ القديم للمنطقة بأصالة الموروثات الشعبية وعراقة إنسان المنطقة واعتزازة بتلك الموروثات التي تحيا جنباً إلى جنب مع التطور الحضاري الذي تشهده المنطقة .

وهناك في الأسواق الشعبية تقف أمام الميفا والحيسية والمطحنة والجرة والفناجين الطينية والصحفة والجبنة والمهجان والزنبيل ، فتبدو تلك الأواني والأدوات شامخة شموخ إنسان جازان، الذي طوع من خلالها موارد البيئة الطبيعية لاستخدامها في الحياة اليومية. 

وفي الأسواق الأسبوعية لك أن تبتاع السمن والعسل والموز وهي أساسيات ”المرسة” الوجبة الأشهر في جازان، فتجد السمن صافياً نقياً من المواد الحافظة وتجد أجود أنواع العسل الطبيعي والموز البلدي ذا الرائحة والنكهة المميزة.

 وعادة ما يعمد محبو القهوة إلى البحث في الأسواق الأسبوعية عن البن الخولاني، حيثُ ينتشر الباعة في تلك الأسواق عارضين عبر ”زنابيلهم” أنواع البن والقشر والهيل والقرفا والخضيرة والزنجبيل والبهارات وأنواع التمور والحلويات المحلية بمذاقها الخاص، فيما تأسر الزائر لأسواق جازان روائح النباتات العطرية من فل وكادي وبعيثران وشيح.

حيثُ يتم عرضها على بساطات أرضية من الصباح الباكر حتى صلاة الظهر ، وتشهد الأسواق إقبالاً واسعاً من الزوار .