مشاري الوسمي

بلادي و من غير بلادي يمر بمراحل المستحيل، متخطياً كُلَّ عقبات الزمان، هادماً لأسوار الحاقدين و المضللين، متعالياً عن صغائر العقول و ضعاف الأنفُس ..

بلادي.. أقلامنا سيوفاً تكتب، فتتوغل في صدور أعدائنا، كطعناتٍ لا تلتئم و جراحٍ لا تُشفى .. بلادي نهضت من صحراء قاحلة، خيام ممزقة و رجالًا عشقوا الموت و اتخذوه خليلاً .. كُلَّ يومٍ في تاريخ بلادي هو دهراً من الإنجاز و كل بصمة لقادة بلادي هيَّ حلم بالمستحيل و تشبث بالأمل .

بلادي بدأت بقرار شاب خاضَ الصحاري، شقَ عباب السحاب فمهدَ للنور طريقًا أيقظَ الهمم، أزاحَ الظلام و روضَ أشعة شمس الحرية و الكرامة.. فكانَ بعدها اتفاق دين و دنيا، ثم شجاعة و تعاون، فتلاحم شعبًا أَبَى العبودية و الجهل، مع قيادة حالمة راشدة حكيمة.. فكانَ عهد سلمان عنوان الازدهار و النماء، همة تسكن قمة جبال طويق، تُعانق سودة عسير و تحتضن شواطئ الخليج المتوهجة فتنام هانئة مطمئنة في أحضان الحجاز، بين جدران الكعبة و على عتبات طيبة الطيبة..فهو التطور و الحضارة ، و رد كيد الكائدين في نحورهم..

وفي ذات العهد برزت رؤية شاب، هو الخلف لخير سلف، رأى المستقبل بعينٍ ثاقبة، وضعَ يدهُ على الجرح فعالجه، على الخلل فأصلحه و على التراب فحوله ذهباً، باتت رؤيته تزاحم النجوم و تخطو خطوات تُحسب بالقرون لا بالسنين و الأيام..فطموحه هدَ الجبال، مزقَ ثوب السبات الطويل حتى تغيرت معه مفاهيم الأحلام و الأُمنيات ..

فاليوم تُكتب أسمائُنا في المصاف و المحافل العالمية ، أصبحَ خلفنا طابور طويل يسعى لتحقيق جزء مما حققنا..نحنُ الراية الشامخة ذات التسعة و الثمانين عاماً، قواعدها راسخة، جذورها متأصلة في أعماق أبنائها و ملامحهم، دمائهم فداء، أرواحهم حصونًا تحميها، فهم بناة للعزم و الأمل، منكسين رآيات الأعداء، هادمينَ معاقل الارهاب و الفساد..

دمت وطني.. وطن العز و الشرف، عالياً، شامخاً لا يُجاريك أحد ..