راء

زهرةٌ تتمايَلُ خلفي تُرعبني
وكأنها خَرجت من قبرٍ وُإدتْ فيهِ ويشبهني
دُفِنَ فيهِ أحلامٌ و ضحكاتُ طفولةٍ و كثيرٌ مني
دفن أشلاءُ حروبٍ و حُطام منازلٍ و ظِل التمني ..
و صفعاتُ الأقدارِ تُحاصرني
ما عادَ الوهن يُثنينا
ماعادَ لنا أن نرتجي من اليوم سوى أن ينقضي
ولا تأتي أشباهُ ملامحنا
ولا تشرقُ شمس أوجاعنا
ع أجسادٍ تصالحت مع الموت ولكنهُ لم يأتي ولم يأتني!

قالت أمي : من لي غيركِ ينفعُني؟
فلبستُ غِطاءاً يكبرُني
و أجزُمُ أني أكبرهُ .. و تجاعيدُ كفي تؤكدُني

خَبئتُ رائحتها ودُعائها ونصفُ إبتسامةٍ و دمعةٌ لم أراها .. في جيبي
و تركتُ متسعاً لِـ قطراتِ عيني!
لعلَ جيبي يحملها ماعادت أهدابي تُظللها و تظللني

جمعتُ الأشكال البيضاويةَ كُلها
و رِحتُ أتخبطُ في الخيبات و ما مِن نورٍ يدلني
ولا كفٍ مُدتْ لي لِـ ترفعني

جيبي فارغ
و عقول الكبار
ومعدتي
بينما
سلةُ البيض ف يدي
و البنادقُ ف أيديهم
ومعدة وطني

مليئة! ..

قطرةٌ حمراءَ تغرقُني
تتبعُها قطرات
مابالُ اللون الأحمر ف عَلَمِّي باتَ يُعميني ؟
قطرةٌ مالحةٌ تُغرقني
تتبعها قطرات
ما بال دموع الأعينِ في وطني باتت تؤذيني؟
قطرةٌ تائهةٌ تغرقني
تتبعها قطرات
مابال السماء نسيت أرضي و باتت الآن تُسقيني؟

أخذت عين أمي
و روح أبي
إنها تفسدُ فُتات الخبز
اللذيذ
و تغرقُ قميصي
الوحيد ..
و أسقطُ في وَحلِ الحرمان
ولكني لستُ خائفه

وطني غيمةٌ ماطرةٌ
ونحنُ القطرات ..
من يسقط لا يَروي
ولا يُروى عنه
و تنتهي الحكايات.

#بقلم_راء