آمنة جلي

في هذه الحياة خلق تبارك وتعالى الخلق متساوون في فطرتهم مختلفون في أشكالهم وألوانهم وكذلك في طبائعهم وسلوكياتهم ومعتقداتهم التي نشئوا وتربوا عليها في مجتمعاتهم المختلفة، وعلى ضوء تلك الإختلافات كان لزاماً على الفرد أن يتعلم كيف يهذب نفسه ويرقى بخلقه في تعامله مع الآخرين، وهذا ما نسميه (بالذوق العام) إن كلمة ذوق في معناه : تشمل مجموعة الآداب والسلوكيات التي يتعلمها الفرد لمعرفة ماهو اللائق وغير اللائق في المواقف المختلفة دون جرح أو خدش لمن حوله ولذا يقال : فلان حسن الذوق وإن كان غير ذلك فيقال : خشن المعاملة .
ومن هنا لابد أن يطبق مفهوم الذوق لدينا على أرض الواقع وأن يترجم في سلوكياتنا وحياتنا وتعاملاتنا مع الآخرين بل وغرس تلك الآداب الرفيعة والأخلاق السامية في أبنائنا جيلاً تلو جيل فرض وواجب علينا لأن الذوق هو في الحقيقة ليس عادة بل عبادة حث عليها ديننا الإسلامي بل إن جميع الأديان السماوية تنادي برقي الأخلاق والنفس والترفع عن كل ماهو مشين يقول تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) إن كل شخص مسؤول أمام ربه ومحيطه عن تصرفاته وفي ظل المتغيرات والمستجدات التي طرأت على مجتمعاتنا وكذا تقدم وسائل التواصل الاجتماعي والتوثيق الإلكتروني تنوعت الثقافات والعادات والسلوكيات وأصبحنا في كل يوم نرى العجب ومن هنا تكمن أهمية وضع نظام وقانون لحماية الذوق العام الذي يعتبره البعض ضرورة وحق من حقوق العامة في كافة المجتمعات لضبط السلوكيات والحد من تلك التجاوزات من خلال فرض العقوبات والأنظمة للحد منها وعدم التعدي على الغير، ورفع مستوى الوعي الثقافي للذوق بمفهوم أوسع وكذلك تنمية الشعور بالمسئوولية بشكل عام لدى كافة شرائح المجتمع ومن هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية والدينية والتطوعية والجهات المختصة في التوعية وتعزيز مفهوم الذوق العام لدى كافة الأفراد كما أن الإعلام بشتى أنواعه يلعب دوراً لا يقل أهمية عن غيره في رفع مستوى الوعي لدى العامة ورسم صورة مشرفة للمجتمع المسلم المتحضر.

آمنة جلي