عهود الدوسري

نحن الإناث بوجودنا وُجدت الحياة ،فما من رجلٍ يستطيع العيش دوننا، وبالمقابل لا نستقِي الأمان إلا من الرَّجل.
لذا نحن نُدرك أهميته ،ولكنَّه لا يُدرك من نحن ؟ سوى لذة تشبع جوارحه.
فيا أيٌها الجاهل بنا..لتعلم عن الإناث مالم تعلمه .فنحن من قال عنا الشاعر

حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراقي

فمنذُ الحمل بك ومن قبلك أبيك الذي لا يستقي لقمته بعد يومٍ كادحٍ إلا من يد أنثى ترعاه وتهتم به رغم حملها بك حتى ولادتك ، فتقسم رعايتها على الإثنين متناسيةً نفسها ويأخذها السهر بتفاني و إن مرضت ،حتى تفقد إدراكها وتنسى كم قضت من الوقت بلا نوم ،وإن سرقها النعاسُ فزّت ،مرعوبةً تاركةً العنان ليدها لتقيس حرارتكَ مع خوفٍ وتأنيبٍ ضميرٍ على غفوتِها ولومٍ لنداءِ الطبيعة على لحظاتٍ سرقتها وأبعدتها عنك .فتمضي السَّنوات والعطاءُ لا ينقطع ،حتى كبرت ، وأصبحت سيفاً مسلولاً يجزُّ أعناق الإناث، بتحكم مالكٍ لمملوكٍ لا يحق له الإقدام على تصرفات غير مسموحٍ بها من قبلك ، أيُّها السَّجان ..حتى الرأي قمعتُه ، لعقودٍ مضت ،وشيّْطنة أنتَ ومن معك جميع الإناث . وقاتلت لمنعِها من التَّعليم ،وتسخيرها لتلبية احتياجاتك متناسياً أنها روح مثلك ،تحتاج
كما تحتاج أنتَ ، ولكن هيمنة المجتمع الذُّكوري الذي أخذ كل شيء جميلٍ في الحياة بما فيها الأُنثى ،أضافها لقائمة متعته التي ينعم بها .فإن شكت عصت وإن مرضت ، فلحضة التبديل وجبت ،وإن ماتت أنسته زوجتهُ الثانية موتها. فأي بؤس عشناه؟! فيما مضى ..ترفع الشعارات من نادي الرجال حسب الحاجة، مرة يقال أنت عورة. فأمكثوها في منزلها ملكة، وتارة تمسهم الحاجة فيطلبونها موظفة، بحجة أن الزوجة الصالحة من تقف وتساند زوجها. فكلا الحالتين المرأةُ جثة تحترق من أجل الرجل .إن كان زوجاً أو أخاً أو ولداً أو أباً. فيا أيُّها الرِّجال ..إستجيبوا ما أوصاكم به نبيُّنا الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام ( رفقاً بالقوارير ) .فنحن نصفكم الآخر ..وقد أثبت الحاضر أننا خير عونٍ ،وقوةٍ ،وصلابةٍ .

فنحن من ندير المنزل بكل مشاكله مع ضُغوط العمل منذ إنطلاقةِ تمكِّين المرأة التي لم تتقاعس يوما، ولم تتهاون فيما أُوكِلَ لها ، مُحقِقةً نجاحات ٍباهرة في شتى المجالات .

لذا أيٌّها الرَّجل..كُفَّ عن الحروب ،وكن دافعاً للنجاح ..فالأنانية لا تسير إلا بمجدافٍ واحد ،فدع ْمجدافكَ الآخر يعمل بحبٍ وودٍ ؛ لنرتقي بوطن يحتاج إلى تكاتفنا والنهوض به إلى نجاح منقطع النظير.