راء

إن الإنسان المتخبطِ بين وحلٍ تَأمّعَ فيه بدون رأي .. هو في الحقيقةِ لامرئيٌ لذاته!
متجردٌ عن كل مبادئه .. عارٍ من أحلامهِ حتى الأضغاثُ منها لاتزورهُ خلسةً .. ولا تختبئُ تحت وسادته
ولا خلف يَعبوب رجائه!
مامعنى أن يفقد المرءُ قيمته؟
أن يعيش وهو ” يطبل ” للناس ويصفقُ لهم كلما صفعهُ الفراغ؟!
مامعنى أن يكون هشاً طرياً يكسر ويعصر ويتشكل ع شاكلةِ فلانٍ وفلانه؟
مامعنى أن لايرى المرء نفسه من الداخل؟

ألقِ نظرة … الآن ع نفسك .. وعِزّها
” عزّ نفسك تجدها “!

قيمتك .. جوهرك أنت من يحدده ويصنعه لا أحد يملك الحق في أن تكون هوَ .. البتة!
كن أنت .. فقط كن ما أنت عليه وستتذوق قيمة ذاتك مالم تكن ” مع الخيل ياشقراء ” ..
إختر طريقك وسِر بهِ ع طريقتك .. ولا تهاثي أحداً بذلك!

ربما تلك الزهرة التي نفضت الغبار عن أوجاس قلبها وشمرت عن ساعِدَيها وتسلقت هراء أحاديثهم الذي يراقصهُ الهواء حولها ..
حتى كاد ينفضُ لونها وتذبل!
ولكنها شرعت بأوراقها ع مصرعيها ومن بين تلك الفراغات المنقوشة التي أحدثتها بعض الديدانِ تشبيهاً بمن حولها بالحقل ..
تسلل الإيمان بذاتها وحلق بها إلى أعلى التل ..
فوقفت شامخةً مُشرقة حتى دارت كل الشموس الصغيرة حولها إليها ..
وزال كل من سَرَج بها أن لن تصل .. ربما كان عليها أن تغير مكانها فقط حتى تكون شمساً تُضيء عتمة هذا الكون!

ولكن أعلم أنك لن تنال العزة مالم تُقرنها بالعزيز ” ولله العزّة ” ..
ماضرُكَ بأن ظنك الخلق هيناً وأنت عند الخالق عزيزاً؟
قالت لي أمي ذات خيبةٍ خيمت عليّْ و إستوطنت :
” يُسدك يابتي بأن ربي يعرفك ماهوُ تبغين بالناس تعرفك وتقدرك والله من فوق عارف قيمتك وعارف أنتن مين؟ “
بلهجتها الدافئة إحتضنت بؤسي ودفنتهُ بين أزقةِ السراب
حتى خاتَ كل وعد ..
فالوعود للمنافقين!

تماماً هكذا ..
ماحاجتُنا بأن نركض وراء الدنيا حتى يسقط منا كل ما أدخرناه ليوم الفصل؟!

” وطِنُّـوا أنفسكـم “
بالإحسان لها .. لتكون عزيزةً بالله
حينها لن تكون بحوزتكم المرايا لتفقد ملامحكم بين فينةٍ وأخرى! .

#بقلم_راء .