دعاء محمود

 

 

 

توجد في وادى الدب جنوب غارب بالبحر الأحمر فى مصر مجموعة كهوف كانت بمثابة مجسات للتنقيب عن النحاس هذا الوادي يقع جنوب غرب مدينة رأس غارب ويمتد بطول 50كم تقريبا تلك المنطقة بمثابة محمية طبيعية حيث تزخر بأشجار السيال أو الاكاسيا وبعض النباتات مثل الحنظل والشاي الجبلي والتي لها استخدامات طبية عديدة .

بعد الانتهاء من منطقة الأشجار يوجد وادى به العديد من الكهوف ويبدو من الأحجار المتناثرة حولها أنها غنية بأكسيد النحاس مما يعطينا إشارة إلى إن القدماء بحثوا عن معدن النحاس وكثرة الكهوف في تلك المنطقة تدل على كثرة المحاولات لاكتشاف المكان الأكثر فائدة. 

 

وعلى الرغم من عدم وجود نقوش أو كتابات فان هناك بعض الشواهد مثل كثرة (الاوستراكا) وهي قطع فخارية قد استخدمت كأدوات للطعام والشراب إن ذاك كما توجد أماكن إقامة للعمال أو إطلال حوائط من الحجر ووجود بعض الرحايات وذلك لطحن الأحجار كمرحلة أولى ثم بعد ذلك تبدأ معالجة البودرة بالفلترة والتصفية ويمكن مشاهدة مكانين في تلك المنطقة تم فيهما العمل لاستخراج النحاس ,وتاريخيا إن معدن النحاس يعتبر من أوائل المعادن المكتشفة بعد البرونز فهناك عصر يعرف تاريخيا بعصر النحاس إلا انه في عصور تالية اكتشفوا الذهب وأهمل بعض الشئ بعد إن وجدوا البديل والأفضل 

 

تعد تلك الكهوف بمثابة مجسات مناجم قديمة اغلب الظن من العصر الروماني فالإمبراطورية الرومانية هي الأكثر استخداما للصحراء الشرقية عندما أقامت عدة مواني على البحر الأحمر وشبكة طرق لربط وادي النيل بآسيا داخل الصحراء الشرقية كشريان الحياة والتي فتحت مجال واسع للبحث عن المعادن الثمينة (النحاس والحديد والذهب ) والذي وجد منها انتشارا في مجسات وادي الدب وكان من الطبيعي إن نجد مكان استخلاص هذه الخامات والتي سيتعرف عليها علماء الجيولوجيا بعد تحليل العينات حيث يظهر بكثرة أكسيد النحاس الأخضر والأصفر على الصخور هناك كما قد يكون عرق من الذهب في الكوارتز البركاني وأيضا اللون الأحمر من أكسيد الحديد والميكا .