حمديّه أحمد.

في احدى الليالِ التي تظاهرت بالنوم فيها
قادتني أفكاري إليك..
وتذكرت كل كلمةٍ قلتها لك
وسيّرت بها نفسي إليك !
جميع الكلمات التي لم تعرفها دونتها في مسودتي..

و الآن بعد مرور ما يُقارب ست ساعات
محملة بعناء البّوح الذي لم يُشبع جوفي ..
قررت أن أكتب.
قد مالّ قلبي مرةً وكُسر وسقطت عدة مرات
و وقفت دون إحداث أي ضجيج !
وكبرتُ في كل مرةٍ ،وكبُر معي خوفي وقلقي
من تكرار أي شيء ،كنت أحرص على المحافظة على نفسي من كل آفةٍ ،أو تردد اتجاه أمرٍ لايجعلني غير ثابت !
اليوم ..حينما تصيدتني بكلماتك أصابني الأرق ولم أستطع النوم..
فكرتُ حتى تخلدتُ في أفكاري
و أغمضت عينيّ لربما أهدأ ..وماسمعتُ سوى نبضي يثرثر بميلانٍ !
يصاحبه ألم غريب ..تشعُر به دون حدوث أي شيء
يحملك بهدوء الى سريرك الذي يعرفُ حقيقتك ..

كان عاديّ النبض قبل أن يراك !
كثير الصمت بخيل المشاعر والكلمات
لاتكترث لكثرهم حولي ! أنا لم أقترب منهم
كنتُ في بئرٍ عميق ،أعزل و أقرب الى الوحدةِ
حتى في وقت الضجيج.

الى أن رأيتك بلونك الحنطي و السواد في عيناك!
تغيرتُ حتى حنوت و صبوت إليك
قد شبهتُ شعرك مرةً على أنه الليل من طوله!
أو مثلُ غمامةٍ سوداء في يوم خسوف
من شدة ما أحببتك!
صليتُ يومها حتى سيّرتني
الأقدار إليك
و دون ترتيب شعرت بعاطفتي..
و أنا ثابت في مكاني حتى تحت إثر الظروف

لم أفكر يوماً بحل يوصلني إليك! خشية أن أقترب
و أبقى في منتصفٍ لا علو فيه ولا سقوط!

لأيامٍ كثيرة كنت على نفس الطريق الذي أسير فيه
وحينما ولاكَ الله إليّ..أُجهدتُ في الإنتظار
رغم طول المسافةِ ..
-أنا الذي عندما أردتُ أن أستريح على كتفيك،رحلت أنا-.

حمديّه أحمد.