مشاعل آل عايش

سلمان الفارسي_رضي الله عنه_لما قدم المدينة وهو ابن الحضارة الفارسية،وربيب نعمتها، وصاحب الرحلة في البحث عن الحقيقة لم نره رضي الله عنه يذكر حضارته وقومه وأفكارهم وآدابهم،آتى إلى المدينة صفحة بيضاء ليسطرها الإسلام فتختم تلك الصفحة في مشاهد الفخر التي صمت أمامها سلمان ورعا (بسلمان منا آل البيت)، وفي لحظة كرب أحدقت بالإسلام وأهله في المدينة يتقدم سلمان ليقول لرسول الله:(إنا كنا إذا حوصرنا خندقنا..)تلك فكرة واحدة نقلها لنا سلمان من فارس،لكن تلك الفكرة غيرت مجرى التاريخ،ونزل لأجلها آيات،وأعلت شأن الإسلام على طغيان الجاهلية، فرد الله الأحزاب بكيدهم لم ينالوا شيئا.
الإسلام لايريد منك أن تتحدث عن أسفارك ورحلاتك، وثقافتك وحسبك ونسبك،الإسلام يريد أُناسا ينقلون الأفكار التي تزيده قوة،وصلابة،وانتشار،وتمكين،…فكرة واحدة نقلها سلمان من حضارة فارس فانتصر بها الدين_بإذن الله_ ،وحرفة واحدة أتقنها ابو لؤلؤة المجوسي فهدم حصنا من حصون الإسلام المنيعة وهو استشهاد عمر_رضي الله عنه_ اختر في النقل لدينك ما يبني صروحه،ويماسك بنيانه،ويقوي رسوخه،ولاتكن ناقلا لما يهدم الدين،ويخلخل الصف فتهلك.
في قصة سلمان_رضي الله عنه_ عبر ودروس تبتدأ منذ إصراره على البحث عن الحق،وتقديم التنازلات عن كل حظوظ الدنيا لأجل ذلك،والصبر على الرق،والعمل،والإجارة للوصول إلى الغاية،فالقمة لاتأتي دون تخفف من أحمال وأثقال،وبعد الوصول يتوج بقوله صلى الله عليه وسلم:(لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من فارس) رضي الله عنه.

كتبته/مشاعل آل عايش