محمد الهديب

انتشرت في الآونة الاخيرة بعض التصرفات الفردية التي لا تمثل إلا صاحبها ولكن مع الأسف إن هذه التصرفات تنعكس على المجتمع ،وينظر إليها أنها تمثل مجموعة ..إما عائلة ،أو قببلة ،أو دولة .
فقد شهد العالم في الأيام الماضية جريمة القتل التي حصلت في ولاية فلوريدا من قبل أحد الطلبة المبتعثين والذي أخذ الإعلام يشحن الشارع بأن هذا المبتعث يمثل السعودية .
وبما أن الشعوب لا تدرك الأبعاد السياسية لأي تصرف يصدر ،وإنما ينقادون بحسب ما يسكب في أذهانهم من معلومات من خلال الإعلام المرئي ،او المقروء ،وشحن عواطفهم إما بالحزن ،أو الغضب ،ليأتي من يستفيد من هذه العواطف ويسخرها في تحقيق أجندته ،كشيطنة الدولة التي ينتسب إليها الفاعل وإسقاط هذا الفكر وأنهُ هو السائد.. وليس تصرف فردي من أجل خلق حالة من الفوضى ..وجعل الشارع المتضرر يضغط على الحكومات في إتخاذ رد حازم على الجميع ،من أجل شخص أهوج ذو فكر مؤدلج.
ولقد تكالبت الأمم علينا وسلت السيوف وتنوعت الهجمات منذ أن صعد الملالي لسدة الحكم في إيران عام 1979م.. وهم يكيدون ويحيكون لسنوات من أجل طمس الإسلام الحقيقي بتصدير فكر الثورة لخارج الحدود الإيرانية ،فدخلوا في حرب مع العراق دامت ثمان سنوات والخليج يدعم دولة العراق ،بغرض الاستنزاف والنهاية سقط العراق بيدهم ودمروه شر تدمير ،واستمر نشاطهم في التوغل داخل القارة الافريقية واستقطاب البسطاء من خلال سفاراتهم ومحلقياتهم الثقافية وإرسالهم لقم… من أجل تعلم الدين على مزعمهم وبعدها يعيدونه لتتولاه أجهزة الاستخبارات الإيرانية من داخل السفارة،وتغذي دعوته وتجنيده وخلق ما يسمى حزب الله ..ليسيطر على مفاصل الدولة ويؤذي بقية الدول المحيطة به ويصبح جاهزاً لحرب بالوكالة في أي وقت هذا على النطاق الشيعي .

أما على النطاق الاخواني ،فقد تأسس على يد حسن البنا. سنة 1928 م ..في مصر وسرعان ما انتشر هذا الفكر حتى وصل الى 72 دولة ..ليقوم بالعزف على الوتر الديني والتركيز على العدوانية والجهاد، والقتال ،وإنتقاء الآيات التي تتواكب مع حركتهم حتى توغل في التعليم فأخرج لنا أناس متشدده ذو فكر منغلق ،من ناحية الدنيا باحثين عن الموت دون التفكير في الأمة وماذا سيصيبها جراء تصرفات أفرادهم ..مما يجعلهم هدفاً سهلاً للتجنيد وتحقيق المآرب السياسية لأي دولة تريد ضرب عمق دولة يقطنها الاخوان .

وقد عانت بلادنا من فكرهم وبالاخص بعد أن تكاتفوا مع دولة شقيقة دعمتهم بكل ما تملك حتى أنها سخرت إعلامها بالهجوم وشيطنة دولتنا وجعلها وحش كاسر تهضم الحقوق وتصدر الفكر الإرهابي ،وإلصاق تهمة الوهابية وتجريدها من رسالتها السامية الرحيمة وتصويرها أنها قتل وسفك دماء دون وجه حق .

لقد كانوا أداة في تشويه الإسلام وتحقيق هدف المفكرين الأجانب بإلصاق الصفات الصليبية من قتل العزل والشيوخ وسبي النساء والأطفال التي كانت تقام في تلك العصور ونسبو تاريخهم الملوث للإسلام وجعل أنفسهم الرحماء الذين يبكون إن تعثرت قطة .

إن المشروع أكبر بكثير مما نتصور، فهناك من يخطط ،وهناك سذج ينفذون ضنن منهم سيدخلون جنة الخلد بتصرفاتهم دون أن يدركوا أنهم مجرد بيدق داخل رقعة مفادها طمس الإسلام والسيطرة على الثروات بشكل ممنهج، يجعل العالم عند اي عملية تخريب في ديارهم يضنون بأنهم مظلومون لتعطيهم بقية الدول الضوء الأخضر في إتخاذ أي ردة فعل سواء بالقوة الخشنة أو الناعمة بحجة محاربة الإرهاب وحفظ السلام وحقوق الإنسان بدعم إعلامي متقن يخرج أصواتهم ويقمع صوتك وإن كان الحق معك .

لذلك حذاري أن تكون ذو فكر اوحد وتضن أنك تتصرف من تلقاء نفسك وأنت مؤدلج الفكر ،فما أصعب أن تكتشف أنك داخل مسرحية ومن حولك يلعبون شخوص من أجل أن تتم دورك الذي يخدمهم، فالله ورسوله لم يأمروا بقتل الأبرياء، وأعلم أن تصرفك يضر بالمجتمع ..فلا تكن الأداة التي تجعلنا في مواقف صعبة داخل عالم يتربص بنا.