أمل سليمان

في الحلم تستطيع الذات تعويض ما فاتها في الواقع وأن تحيا حياة بعيده عن الألم , مزيدًا من الفرح الكاذب .
في الحلم هناك أكثر من حياة , أكثر من واقع , ملجأ لتحقيق ما لم يتحقق , هو عالمًا تستعين به الروح لتحقيق الرغبات والأمنيات , سلاح مقاوم للواقع الخارجي والداخلي الذي تملئه الإخفاقات والسقوط والألم ومحاولة بحث عن عالم محتمل ممكن أن ترتقي فيه الذات إلى لحظة صفائها وسعادتها , عالم تُشبِع فيها الروح رغباتها وإنشاءاتها بكل نهم لحظة إختيارها دون مدخلات من مجتمع أو من أحد ،
كذلك الكتابة حلم يتحقق على سطور , حلم يحاول أن يغير الواقع وانكساراته , لكنه ينكسر في وجه القُراء الغير قادرين ع الرؤيه , حلم يتخلص به الإنسان من الفضاءات الضيقة ولكنهما دائمًا يصطدما بكابوس الواقع اليمني وإخفاقاته بالموت والتحطم بألم الأفكار وسياقاتها .
لذلك الحلم في هذه الأرض إخفاق الحياة وصنوها , الحلم في هذا التراب موت يدعوا للتأمل والقراءة , قراءة خطر العيش , الحلم هنا حرام لأنه فقدان للذات وللمجهود الجسمي والنفسي المبني على فتات , الحلم هنا فقدان للذاكرة التي سقتها الأيام حلم في مهب ريح تدعوه السماء , ويدعوها العابثون والمتصنعون للإنسانية , الحلم هنا وهم يدعوا لحلم آخر أغبى من سابقه , الحلم هنا هو حلم للخروج من الحلم الذي سكننا ذات يوم , الحلم غباء يفقدنا لذة الغباء نفسها التي لقّننا بها منذ الصغر , وعلى أطراف هذا الغباء المنتشر أين الحلم , أين من صدقوه أصبحوا على ضفاف ذاكرة إهترئت بالأيام التي عبثت بكل الأحلام فينا , هنا لا حلم سوى أنت , حلم لن يأتي إلا في حلم مااااات مع أفكارة ومتكرر كأحلام السابقون , إندثرت فوق مأذن الصلاة ورؤس أصبحت مسوخ وأنياب , الحلم هنا غير صالح للحياة ..!!
الكاتبه أمل سليمان