محمد خالد حيدر

برعاية معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، افتتح معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي صباح اليوم الأحد، لقاء العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015-2024) م وملتقى التعليم المستمر الثاني، الذي يهدف إلى زيادة التوعية في مجال التعليم المستمر، وزيادة التوعية في مجال محو الأمية في جميع المهارات، والتذكير بأهمية هذا المجال.

وبدأ اللقاء بكلمة المشرفة على وكالة البرامج التعليمية الدكتورة تهاني بنت عبدالعزيز البيز، قالت فيها إن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تولي قطاع التعليم الرعاية والاهتمام وخاصة التعليم المستمر وتعليم الكبار، والذي يعد جزءاً مهماً من النظام التعليمي في المملكة، وتقوم عليه كوادر تربوية على قدر عالٍ من التأهيل والمسؤولية وعلى مستوى تطلعات القيادة. وأضافت: اتشرف اليوم بمشاركتكم فعاليات هذا اللقاء والمخصص للاجتماع السادس للجنة العليا للعقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار التي بدأت من عام 2015 وتستمر إلى العام 2024، الذي انبثق خلال القمة التي عُقدت في دولة الكويت في شهر مارس من العام الميلادي 2014، وتم اعتماده في القمة العربية في جمهورية مصر العربية في شهر مارس للعام الميلادي 2015، وعلى مستوى الوطن العربي نحو الريادة الحضارية للوطن العربي وتكوين مواطن متحرر من الأمية للقيام بالمهام المجتمعية المتعددة والعيش في عصر المعرفة.

بعد ذلك ألقت مديرة إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية الدكتورة دعاء خليفة كلمة العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، قالت فيها أنقل لكم تحيات الأمين العام للجامعة العربية، وتمنياته أن تكلل أعمال هذا اللقاء بالنجاح والخروج بتوصيات عملية تسهم في تعزيز الجهود الرامية للنهوض بالتعليم، وتسهم في تحقيق العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار.

وذكرت الدكتورة دعاء أن الأمية تعد العائق الأكبر أمام تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، الأمر الذي يستدعي ضرورة توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الأمية، ورغم ما تبذله دولنا العربية من جهود وما نفذته من مشروعات وبرامج وحملات وطنية طوال الفترة الماضية، فإن الأمية مازالت تمثل أحد اهم التحديات التي تواجه الوطن العربي، حيث إن الظروف السياسية التي نمر بها من نزاعات وصراعات مسلحة، بالإضافة إلى الأمور الاجتماعية والثقافية، مثل الزواج المبكر والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي المحلي والفقر والبطالة والظروف المعيشية وغيرها، ونسبة الأمية في الوطن العربي مرشحة للزيادة نتيجة عدم التحاق قرابة 13 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي.

بعد ذلك كلمة راعي الحفل القاها بالنيابة، معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي، قال فيها إنه من دواعي سروري أن أشارككم افتتاح فعاليات الاجتماع الثالث للجنة العليا للعقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار والملتقى الثاني للتعليم المستمر المصاحب، نيابة عن معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ مرحباً بكم ضيوفاً أعزاء في رحاب وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية، فأهلاً بكم جميعاً، وأعرب عن شكري وتقديري للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على جهودها البناءة ومساعيها الحثيثة لتعزيز أواصر التعاون بين الدول العربية في المجالات الثقافية والتعليمية، سائلاً الله أن يوفقنا جميعاً لتحقيق أهداف هذا الاجتماع والملتقى العلمي المصاحب له لما يعود بالنفع على الأمة العربية ويسهم في دعم جهودها المبذولة لمواجهة مشكلة الأمية وتعزيز الوعي بأهمية التعليم المستمر ودوره في تنمية مواردنا البشرية وتمكينها في سياق تعليم نوعي مستدام مدى الحياة.

وأضاف معالي د. العاصمي بأن المملكة بذلت منذ تأسيسها إلى اليوم جهوداً كبيرة في مواجهة مشكلة الأمية بأساليب متنوعة، وكان ذلك متبوعاً بدعم غير محدود من قبل قيادتنا الرشيدة التي وضعت التعليم على رأس أولوياتها باعتباره حجر الأساس في نهضة المملكة وازدهارها، واتخذت وزارة التعليم في سبيل ذلك عدداً من الخطوات الإجرائية ووضعت الإستراتيجيات والخطط الوطنية التي أتت ثمارها في هذا المجال بحمد الله، حيث انخفضت نسبة الأمية في المملكة، لتصبح اليوم واحدة من أقل النسب على المستويين العربي والإقليمي.

وذكر معاليه أن الوزارة أدركت أن السياق العالمي الجديد وما فيه من تطورات متسارعة يحتم النظر إلى مشكلة الأمية وفق منظور جديد يراعي المتغيرات العالمية، فتحولت إلى التركيز على الأمية بمعناها الضيق بعدم الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة إلى مفهوم نوعي أكثر شمولية يركز على التعليم المستمر وتعديل مفاهيم التعلم مدى الحياة ومحو الأمية الرقمية بالتوازي مع إعداد أبناء هذا الوطن بمهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الراهنة، وتجسد ذلك بعدد من المبادرات والمشاريع تأتي في طليعتها مبادرة التعلم مدى الحياة استدام، التي تعد إحدى مبادرات التحول الوطني المنبثق عن رؤية المملكة 2030 وتركز على تعزيز ممارسات التعلم مدى الحياة وتمكين الأفراد من الاستفادة من فرص التعليم والتدريب المتنوعة والوصول إلى مصادر المعلومات وتأهيلهم ليكونوا مواطنين فاعلين قادرين على المساهمة في النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة في عهدها الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله-، اللذين ينظران إلى التعليم بوصفه الركن الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة والقادر على تحمل مسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه والمشاركة في مسيرة المملكة التنموية المباركة.

وقال معاليه أيها الحضور: إننا جميعاً نعي وندرك أهمية التعليم ودوره في تحقيق رؤانا وتطلعاتنا المستقبلية، مثل ما ندرك حجم مشكلة الأمية ودورها في عرقلة وتعطيل مشاريع تربوية في كل أرجاء وطننا العربي الكبير، ولعل اجتماعنا اليوم يمثل طرقاً مهمة في التعاون والتبادر في التجارب والخبرات فيما بيننا والتباحث في الوضع الراهن ببرامج محو الأمية والتعليم المستمر ومحاولة استشراف آفاق المستقبل في تطوير هذه البرامج ورفع جودتها لتواكب متطلبات التنمية، ونتمنى أن تؤتي الجهود ثمارها وأن تسفر عن تحقيق الهدف الطموح لمشروع العقد العربي لمحو الأمية ممثلاً بخفض نسبة الأمية بالدول العربية بكل أشكالها الأبجدية والرقمية والتقنية والحضارية.

بعد ذلك كرم معالي نائب وزير التعليم، مديرة إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية، ومنسق مشروع العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار بجامعة الدول العربية، والشركات والمؤسسات المشاركة.