هيام غوير

نقف اليوم مع شخصية مبدعة ،وفنانة في أفكارها ، عدستها متميزة؛ فرشاتها لها بصمة تنثر الألوان على الجدران لترسم البهجة على وجوه المارين.

حوارنا مع المصورةالمدربة الفوتوغرافية وصاحبة فن الجرافيتي ( أماني عسيري) .

بدايةً حدثينا عنك ، من هي أماني عسيري

أولا أنا سعيدة بهذا الحوار معك خاصة ، ومع صحيفة سعود بوست بشكل عام وسعيدة لاختيارك لي
أعرفك بنفسي : المصورة الفوتوغرافية والرسامة الجرافية أماني عسيري ، من مواليد المملكة العربية السعودية،  من الجنوب وتحديدًا محايل عسير،
خريجة بكالوريوس رياضيات -و مدربة معتمدة في المجالين.

التصوير الفوتوغرافي،، كيف كانت بدايتك معه كتعليم وخبرة ؟
في البداية كان التصوير خارج اهتماماتي إلى أن تخرجت ، وأول سنة تفرغت فالبيت بدأت أبحث عن هواية أشغل نفسي بها وفكرت في التصوير ، ثم التحقت بدورة تصوير جدًا بسيطة ومختصرة عن الأساسيات ، ومن بعدها دربت نفسي بالمتابعة للمصورين الأجانب والبحث باليوتيوب وبدأت بتصوير المنتجات ، وبعدها تطورت لتصوير الإعلانات ، وكنت في كل فترة أثقف نفسي وأطورها أكثر عن طريق اليوتيوب وشروحاته ، وبعدها سجلت في دورات تزيدني خبرة وتمكن في مجال تصوير بورتريه ، وبعدالتمكن والإتقان ولله الحمد أصبحت مدربة معتمدة أعطي دورات أون لاين ودورات مباشرة.

هل تلاحظين فرقًا بين ما التقطته عدستك في بداية مشوارك وماتلتقطه اليوم؟ ومن من المصورين الذين ألهموك بأفكارهم في التصوير ؟

طبعاً الفرق كبير وواضح وليس من بداية مشواري فقط فأنا مازلت ألاحظ الفرق والتطور إلى وقتي الحالي ، وفي كل شهر أجد نفسي مختلفة تماما عن الشهر الذي قبله ، ومازلت أكتسب الإلهام الفني من المصورين الذين سبقوني بخبرتهم وإبداعهم وأجد نفسي تلميذة لديهم ؛ فالإنسان مهما بلغ من العلم والخبرة مازال جاهلًا ومازال يعيش في فترة التعلم.

 أي نوع من المشاهد تتشوق أو تميل لها عدسة أماني ، ومالصورة الأقرب إليك أو الصورة التي ألهمتك بأنك يمكن أن تصبحي مصورة محترفة ؟

المنتجات بشكل عام ، لأنها كانت نقطة انطلاقي لعالم التصوير أجد فيها عالمي، ومع تنوعي بكل مجالات التصوير إلا أنها مازالت الأقرب لقلبي، أجد فيها مساحتي بالابتكار واختراع أشياء مميزة لأصل ، أو لفكرة قريبة من قلب المشاهد.

أخبرتنا أيضًا بأنك رسامة جرافيتي ، فحدثينا عن بدايتك معه، ومالذي يستهويك أكثر إن كان تصوير أو رسم جرافيتي ؟

 

يستهويني كل شيء قريب ، أو الشيء الذي يجعلني أقف أمامه وأطيل التفكير، أجد به جميع مجالات الرسم جميلة لكن الجرافيتي كان المجال الذي أقف أمامه حائرة وبدأت بالبحث عنه وجمع معلومات عن هذا الفن وأسبابه ومن ثم أصبحت متابعة ومطلعة عليه مع العلم بأن هذا كان قليل جدًا حيث أن تواجده كان صعبا وكنت أتعب في الحصول على شروحات عربية له ،واكتفيت بشروحات الأجانب ومتابعة حساباتهم بالانستقرام حتى همت بهذا الفن ووجدت نفسي بينه.
جميعهم عينين في رأس أماني، لاجرافيتي بدون تصوير ولا تصوير بدون جرافيتي.

كيف جاءت فكرة فن الجرافيك ولماذا اخترتِ هذا الفن،وكيف تجدين جمهوره في عالمنا العربي؟ 

فكرة الجرافيك -كماتحدثت سابقًا بأنه يستهويني الفن الذي أقف أمامه بتعجب، وكان الجرافيتي الفن الذي لفت انتباهي وكثرت أسئلتي حوله، كنت أبحث عن كل غريب أو نادر ،جمهوره في عالمنا قليل، وواجهت صعوبة ومازلت أواجه لكن بشكل أقل عن بداياتي، يعتبر فن مهمش خاصة في مجتمعي أو منطقتي والحمدالله لم يكن تهميشه أو عدم تقبله سببًا في إحباطي فمازلت أواصل ومازلت أحاول وأصارع من أجله وأحسن صورته وسأصل لهذا الشيء بإذن الله في منطقتي خاصة، و في المملكة والعالم العربي عامةً ؛ لأنه فن يوصل شيء معين مثله مثل باقي مجالات الرسم الأخرى.

ما الذي يساهم في تطوير “أماني عسيري ” في في مجال التصوير الفوتوغرافي وأيضًا الجرافيتي ؟

الثقافة والاطلاع من أهم أسباب التطوير ، التثقيف العقلي والبصري -التغذية البصرية- وكذلك التواصل الاجتماعي مع أصحاب نفس المجال ومخالطتهم وكسب الخبرة منهم -سواء كانت مخالطتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

متى اتخذتِ من التصوير عمل وظيفي يقود إلى باب “البزنس” ؟ وأي كاميرا استخدمتها كبداية ؟

أنا حاليًا في مجال التصوير أكملت السنة الخامسة ولكني بدأت أتخذه كعمل بزنس منذ السنة الثالثة بعد ماأصبحت متمكنه تمامًا ، وكانت أول كاميرا اقتنيها كانون D1100

هل لك مشاركات في حضور معارض التصوير الفوتوغرافي و الرسم الجرافيتي ؟

للأسف لم أحض بأي مشاركة في التصوير بسبب المواصلات التي كانت العائق الأساسي لي بحكم أني أعيش في قريةبسيطة وصعب ذلك علي المشاركات التصويرية ، أما الرسم فكانت أول مشاركة لي جدارية بملهمتي عام 2017- في معرض، وبالوقت الحالي شاركت في ملهمتي 2020،
المعارض تحتاج إلى لوحات وأنا أعمالي تعتمد على جداريات وأسطح مختلفة عن اللوحات.

 بما أنك تضعين تصويرك في حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي كمصورة ، هل هناك حقوق أهدرت سواء من الجمهور أو الجهات الإعلامية؟

ولله الحمد لم أصادف هذا الشيء ولم تنزع مني حقوق أبدا ، وجميع التقاطاتي كانت تؤخذ مع بقاء حقوقي.

ماهي تجهيزاتك في التقاط الصورة ، وكيف يكون اختيارك للصورة التي تودين عرضها للجمهور سواء بالفوتغرافي أو الرسم الجرافيتي ؟ وكيف تختارين الأماكن أم تكون بالمصادفة ؟

الصورة إذا كانت بطلب من عميل بأي مجال لابد من الاتفاق معه على مايرغب من فكرة مع محاولتي مساعدته للوصول إلى فكرة معينة إذا لزم الأمر أما البعض فيحدد هو الفكرة وأنا أقوم بتجهيزها وتنفيذها له ، وإذا ترك لي الحرية في الاختيار والتغيير فهنا يعتمد التجهيز على نوع المنتج أو نوع الهدف من التصوير: إذا كان شخص (مودل -طفل-مواليد-ارتست …الخ.

أما الرسم اختيار المكان فيه معتمد على العميل هو من يختار المكان والزاوية المطلوبه للرسم ، ومشاركاتي كانت في حديقة ملهمتي والاختياريكون من قبلي أنا بدراسة تامة للمكان ، وقد تأخذ دراسة المكان يوم كامل وذلك حتى أنتقي الزاوية المناسبة والمكان المناسب قبل البدء.

جميل والأكثر جمالًا هو تحويل موهبتك إلى دخل جيد أيضاً ، أخبريني هل كانت هناك صعوبات تواجهك في هذا الرسم على الجداريات ؟

أواجه صعوبة فقط في نوع الجدار(الملمس خاصة)وارتفاعه.

في رأيك فنانتنا ،، مهنة التصوير الفوتوغرافي إلى أين تتجه اليوم في مجتمعنا؟ وهل تظنينه لا يمكن الاستغناء عنه ؟
أصبح للتصوير لغة عالمية تتخطى كل الحدود وأصبح لها أكثر حضورًا في الوسط العالمي بأكمله ، جسدت هذه المهنة لنا حضارتنا وتاريخنا وطبيعتنا، جسدت الحياة وتعايش الناس بمختلف الظروف ، ويعتبر من أسباب النقلة التي نواكبها فمن المؤكد التصوير لا استغناء لنا عنه.

قبل أن ننهي حوارنا ماالأشياء التي ترغبين في تحقيقها في هذين المجالين التصوير والرسم؟ 

الإنسان مهما وصل لهدفه مازال يطمع بالمزيد فأهدافي وطموحاتي ليس لهاحد أو نهاية ، عندما يصبح اسمي عالمي في مجالاتي أطمح أن يكون لي الاستديو والطاقم الخاص بي والاسم الذي يثق به الجميع ، وفي مجال الرسم أيضا طموحي غير محدود فأنا أطمح للحظة التي أكون فيها سبب لإبراز هذا الفن وأن يكون فن مرغوب ومترقب ومرتبط باسمي (أماني العسيري)كأول ما يخطر بذهن السامع أو المشاهد للفن الجرافيتي.

أخيرًا في نهاية الحوار ، كلمة أخيرة أو نصيحة توجهينها لجمهورك ولأصحاب من يمتلكون تلك المواهب؟

لكل من يمتلك موهبة في أي مجال لاتجعل من أفواه الفاشلين إحباطًا لك أو تقليلًا من قدراتك وفاقد الشيء لايعطيه ؛ فمن المستحيل أن تجد من الفاشل غير التقليل والإحباط ، واعلم أن حياتك مرتبطة بهدفك وطموحك ووصولك إلى مبتغاك، وجميعها أنت من تبنيها وذلك بصنع -من السلبيات وعباراتهم الهدامة – سُلّمًا عتباته مليئة بالإيجابيات وقمته ضوءٌ ينير أهدافك وحلمك.
وأتمنى أن كنت ضيفة خفيفة عليكم، أشكرك جزيل الشكر والامتنان لهذا الرقي واللطافة وفن الحوار الممتع ، وشكري لصحيفة سعود بوست على استضافتهم.

ولا أنسى شكر كل من كان له سبب في دعمي ومازالوا السند لي في وصولي لهذا المستوى (عائلتي ) ، ولكل من كان عوناً لي في دعمي لمسيرتي من أصدقاء ومتابعين.